|
الإعراض عن من تولى عن الدين | الإعراض عن من تولى عن الدين 4145 زائر 25-04-2019 05:34 مروان عبد الفتاح رجب | بسم الله الرحمن الرحيم ** الإعراض عن من تولى عن الدين
يقول الله عزوجل :- ( فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )
إن المعرضين عن الله تعالى فيهم كفار ومنافقون، وفيهم دعاة إلى سلوكهم في الإعراض، والكافر قد يلقي الشبهة على المؤمن ليصده عن السبيل، ويزين له الإعراض عن الدين ،والمنافق في ذلك أخطر من الكافر؛ لأنه متلبس بالإسلام ظاهرا، ويتكلم بلسان المؤمنين، ويظهر النصح لهم، وهو يهدم دينهم من داخله، فكان الإعراض عن أهل الإعراض من الكفار والمنافقين هو العلاج الأنجع لحماية المؤمنين من فتنة الإعراض عن دين الله تعالى، وفتنة الاعتراض على حكمه وشرعه
حقيقة الإعراض: لفت الوجه عن الشيء؛ لأنه مشتق من العارض وهو صفحة الخد؛ لأن الكاره لشيء يصرف وجهه عنه... والإعراض عنهم هنا هو ترك الجلوس في مجالسهم، وفائدته: زجرهم وقطع الجدال معهم لعلهم يرجعون عن عنادهم
تفسير ابن كثير وقوله : ( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ) أي : أعرض عن الذي أعرض عن الحق واهجره ، وقوله : ( ولم يرد إلا الحياة الدنيا ) أي : وإنما أكثر همه ومبلغ علمه الدنيا ، فذاك هو غاية ما لا خير فيه
تفسير الميسر وفي هذا إنذار شديد للعصاة المعرضين عن العمل بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، المؤثرين لهوى النفس وحظوظ الدنيا على الآخرة
تفسير البيضاوي فأعرض عن دعوته والاهتمام بشأنه فإن من غفل عن الله وأعرض عن ذكره ، وانهمك في الدنيا بحيث كانت منتهى همته ومبلغ علمه لا تزيده الدعوة إلا عناداً وإصراراً على الباطل
إبراهيم العقيل فاعرِض عن من تولى عن ذكرنا " أعْرِض عمّن أعرَض عن مولاه ، قبل أن يُعرض عنك مولاك
ابن تيمية في الأثر الإلهي"إن أدنى ما أنا صانع بالعالم إذا أحب الدنيا أن أمنع قلبه حلاوة ذكري" وتصديق ذلك في القرآن "فأعرض عمّن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم" هوان وحقارة الدنيا وعلومها وحياتنا خلاف ذاك
الخلاصة الإعراض يكون في حق الكفار والفساق
الإعراض ينقسم إلى قسمين :- القسم الأول في حق المعرض الذي لا يحارب الدين :-
النهي المقصود به هو عدم إقامة العلاقة الحميمة معهم ، قال رسول الله ( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي )
الإعراض لا يعني ترك الوعظ بالحكمة والموعظة الحسنة ، يقول الله عزوجل ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا )
النهي لا يمنع من الإحسان والمساعدة إن احتاجوا ذلك ، والصلة ان كانوا من الاقارب وخاصة الوالدين قال الله تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
قال ابن حجر رحمه الله " البر والصلة والإحسان لا يستلزم التحابب والتوادّ المنهى عنه "
القسم الثاني من الإعراض في حق من حارب الدين :- الصلة والبر والإحسان يمنع في حق كل من حارب الدين ، يقول عزوجل ( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) | |
المقال السابق
| المقالات المتشابهة
| المقال التالي
| |