|
الكبرياء والعظمة | الكبرياء والعظمة 4533 زائر 25-04-2019 05:39 مروان عبد الفتاح رجب | بسم الله الرحمن الرحيم ** الكبرياء والعظمة من أشنع وأعظم الذنوب عند الله التعاظم والتكبر وخاصة إن كان ذلك في حق تطبيق أمر من أوامر الله فهو من اعظم الكفر بالله ، فلقد كان إبليس من اعبد الخلق من قومه واقربهم لله ، ولكن عندما تعاظم وتكبر ، اختبره الله بالسجود لآدم فأبى واستكبر فطرده الله من رحمته ولم يبالي به
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار "، وروي بألفاظ مختلفة منها "عذبته " و"قصمته "، و"ألقيته في جهنم "، و"أدخلته جهنم"، و"ألقيته في النار
قال الخطابي رحمه الله: "معنى هذا الكلام أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه ، اختص بهما ، لا يشركه أحد فيهما ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما، لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل .
قال العلماء :- الكبر هو خلق باطن تظهر آثاره على الجوارح ، يوجب رؤية النفس والاستعلاء على الغير ، وهو بذلك يفارق العجب في أن العجب يتعلق بنفس المعجب ولا يتعلق بغيره ، وأما الكبر فمحله الآخرون ، بأن يرى الإنسان نفسه بعين الاستعظام فيدعوه ذلك إلى احتقار الآخرين وازدرائهم والتعالي عليهم ، وشر أنواعه ما منع من الاستفادة من العلم وقبول الحق والانقياد له ، فقد تتيسر معرفة الحق للمتكبر ولكنه لا تطاوعه نفسه على الانقياد له
وفي القرآن الكريم والسنة النبويَّة، تصوير لآثار الكبر في المجتمع، فهو من أسباب الطغيان والعدوان، والفرح الآثم، والبغي الغاشم.
التواضع ومجاله:- قال ابن القيم رحمه الله :- التواضع يتولد من العلم بالله سبحانه ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، ونعوت جلاله ، وتعظيمه ، ومحبته وإجلاله ، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها ، وعيوب عملها وآفاتها ، فيتولد من بين ذلك كله خلق هو " التواضع " ، وهو انكسار القلب لله ، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده ، فلا يرى له على أحدٍ فضلاً ، ولا يرى له عند أحدٍ حقّاً ، بل يرى الفضل للناس عليه ، والحقوق لهم قِبَلَه ، وهذا خلُق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبُّه ، ويكرمه ، ويقربه .
مجالات التواضع :- والتواضع يكون في أشياء ، منها :
1. تواضع العبد عند أمر الله امتثالاً وعند نهيه اجتناباً .
قال ابن القيم : فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ في أمره ، فيبدو منها نوع إباء هرباً من العبودية ، وتتوقف عند نهيه طلباً للظفر بما منع منه ، فإذا وضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه : فقد تواضع للعبودية .
2. تواضعه لعظمة الرب وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه .
قال ابن القيم : فكلما شمخت نفسُه : ذَكَر عظمة الرب تعالى ، وتفرده بذلك ، وغضبه الشديد على من نازعه ذلك ، فتواضعت إليه نفسه ، وانكسر لعظمة الله قلبه ، واطمأن لهيبته ، وأخْبت لسلطانه ، فهذا غاية التواضع
3. التواضع في الدعوة فلا يرى نفسه أعلى وأفضل من المدعو ويدعوه رحمة به وخشية عليه من عقاب الله
4. التواضع في اللباس والمشية
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يجرُّ إزاره من الخيلاء خُسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " . رواه البخاري ( 3297 ) .
5. التواضع مع المفضول فيعمل معه ويعينه .
6. التواضع في التعامل مع الزوجة وإعانتها .
7. التواضع مع الصغار وممازحتهم
8. التواضع مع الخدم
الخلاصة التواضع من الأخلاق المثالية والصفات العالية، فالمسلم متواضع في غير مذلة ولا مهانة، والمتعالون في الأرض يطبع الله على قلوبهم ويعمي أبصارهم، فلا يستشعرون قدرة الله القاهرة فوقهم ولا ينتفعون بآيات الله الباهرة من حولهم يقول تعالى ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾
من شدة غضب الله من تلك الصفات نرى عظيم وعيده لمن تحلى بها ، وعظيم وعده لمن تركها
الوعيد :- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر! فقال رجل يا رسول الله: إنَّ الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً وفعله حسناً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) وبطر الحق: رفض قبوله، وغمط الناس: احتقارهم والاستهانة بشأنهم.
الوعد :- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما تواضع لله أحد إلا رفعه )
يقول عزوجل ( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد )
قال السعدي :- أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله, إذا أمر بتقوى الله تكبر وأنف، و { أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ }فيجمع بين العمل بالمعاصي والكبر على الناصحين. | |
المقال السابق
| المقالات المتشابهة
| المقال التالي
| |