|
الإرادة القلبية والعمل | الإرادة القلبية والعمل 4447 زائر 25-04-2019 05:41 مروان عبد الفتاح رجب | بسم الله الرحمن الرحيم الإرادة القلبية والعمل
يقول الله عزوجل ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
الله عزوجل يحاسب على الإرادة التي محلها القلب فمن أراد العلو والفساد ليس له نصيب في الآخرة ، ومع الأسف الكثير قلبه متعلق بالدنيا فصرفت إرادته عن إرادة الآخرة حق الإرادة ، بل قادتهم للفساد (المعاصي) من التكبر وإرادة العلو ثم الفساد بأكل المال الحرام والربا والسعي في الدنيا دون مرجعية وحاكمية الكتاب والسنة في كل صغيرة أو كبيرة ، وحسن العاقبة لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها
جاء في تفسير السعدي :- فإذا كانوا لا إرادة لهم في العلو في الأرض والإفساد، لزم من ذلك، أن تكون إرادتهم مصروفة إلى اللّه، وقصدهم الدار الآخرة، وحالهم التواضع لعباد اللّه، والانقياد للحق والعمل الصالح.
جاء في تفسير الطبري وابن كثير :- عن عليّ رضي الله عنه قال: إن الرجل ليعجبه من شراك نعله أن يكون أجود من شراك صاحبه, فيدخل ذلك في العلو
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ أنه قال ] إنه أوحي إلي أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد .
الخلاصة :- في الآية دلالة على أن التقوى هي ( عمل قلب وعمل جوارح ) والعاقبة الحسنة لمن جمع بينهما ، والقليل ممن يجمع بينهم في عصرنا
لا بد من السعي في الأرض وأخذ النصيب من الدنيا ولكن الواجب أن يكون هذا السعي والنصيب هو لإرادة الآخرة بأن تكون له عونا على تلك الإرادة ، ولا يمنع ذلك التمتع بالحلال منها مع عدم غلو ينسيك تلك الإرادة من قلبك ويقودك للعلو والإفساد ، فإن دخل حب الدنيا القلب خرج حب الآخرة منه فهما لا يجتمعان ،
وتذكر على الدوم الغاية من خلقنا ، يقول عزوجل ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )
فلا تعبث بحياتك فكم من ميت أراد الرجوع للدنيا ليحسن فيها ، ولن تشعر بقيمة ذلك إلا عند الموت ، عندها الحسرة التي لا تعدلها أي حسرة ، يقول الله عزوجل ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) فتدراك قبل فوات الأوان بالعلم والعمل | |
المقال السابق
| المقالات المتشابهة
| المقال التالي
| |