الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مقالات بقلم الكاتب عمر الامهات  ( 40 سنة ) - مقالات بقلم الكاتب القول على الله بغير علم - مقالات بقلم الكاتب الطاعة والاتباع - مقالات بقلم الكاتب الإعراض عن من تولى عن الدين - مقالات بقلم الكاتب المانع من قبول الحق - مقالات بقلم الكاتب الكبرياء والعظمة - مقالات بقلم الكاتب الإرادة القلبية والعمل - مقالات بقلم الكاتب إفلاس المسلم يوم القيامة - مقالات بقلم الكاتب التوبة فرض على كل مسلم - مقالات بقلم الكاتب

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

عدد الزوار
انت الزائر :285320
[يتصفح الموقع حالياً [ 58
الاعضاء :0الزوار :58
تفاصيل المتواجدون
https://www.facebook.com/share/p/b3yri3ogZNHrAgwA/?mibextid=2JQ9oc
من كلمات الكاتب

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله عزوجل ( وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) سورة هود 41- 43

الطائفة المنصورة والفرقة الناجية هي دين وحركه , فالشق الأول من حقق التوحيد وكان على عقيدة وأصول وثوابت الدين السلفية , وأقام الفرائض وترك الشرك والذنوب وخصوصا كبائرها وحاربها ودعا لذلك , وأما الشق الثاني العمل على الإستخلاف في الأرض من العمل على وحدة المسلمين وتحقيق الأخوة الإيمانية بينهم ونبذ العصبية الجاهلية , ومحاربة الفقر والجوع في الأمة , وإظهار الدين من خلال دعوة غيرالمسلمين وجهاد المنافقين ونصرة المستضعفين والزود عن الدين , ودعوة الحكام المستمرة بالحكمة والموعظة الحسنة لتطبيق شرع الله وإقامة دينه , مع عدم طاعتهم في معصية الله , والعمل على دعوتهم لإنشاء سلطة مخولة من الدولة لمحاربة الشرك والذنوب وخصوصا كبائرها , وإعداد القوة في جميع المجالات وعلى أقل تقدير تحقيق الإكتفاء الذاتي

كثير من الناس يظن نفسه على خير , وهو أبعد ما يكون عن ذلك , ولو عرض نفسه وأعماله على يد عالم بالدين , لتبين له عكس ما يظن , ولركب السفينة مع الراكبين , إن أراد الله به خيرا

إذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله فإن الله عزوجل يقول (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
وقال ابن قيم الجوزية : التقوى ثلاث مراتب   :
1- حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
2- حميتها عن المكروهات .
3- الحمية عن الفضول وعما لا يعني , فانظر أين منزلتك عند الله عزوجل ؟

سوسة الشيطان على فعل الشر وترك الخير , من أعظم الدلائل على وجود الله عزوجل , ولو أدرك ذلك العقلاء , ما وسوس المسكين لأحد

الشكر للمنعم من سلامة الفطرة , وأفضل شكر لله هو توحيده ثم الإنقياد لأمره , لذا كان خير ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء , " لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " وخير الدعاء "إهدنا الصراط المستقيم" وقليل من عباد الله الشكور , ومن أراد الفوز العظيم فعليه بالإيمان والتقوى, ومن أراد الشفاعة في تقصيره فليكثر من الصلاة على النبي محمد , صلى الله عليه وسلم , ومن أراد العفو من الله فليعفو عمن ظلمه , ومن لا يرحم لا يرحم

من أعظم نعم الله علينا نعمة الخلق من العدم لننعم بآثار أسمائه وصفاته , ونعمة الإسلام الذي جاء به خير خلق الله لنا , ونعمة رحمته والتي منها جنة الخلد

فقير يشتكي قلة المال , وغني يشتكي قلة العافية وكلا يحسد الاخر  وهذا هو حال الدنيا , فهي دار بلاء وإمتحان , والعاقل فيها من جعلها مزرعة الآخرة , وحسن عمله , وأستعان عليها بالصبر والصلاة , فتنعم بأعظم نعيم فيها ألا وهو سعادة القلب والفكر والأنس بالله عزوجل , وجعل غايته هي أن يغفرالله له الذنب العظيم , وأن يفوزالفوز العظيم , ويسأل الله عزوجل ذلك , فهوالعظيم الذي يرجى لكل عظيم ,

يقول العظيم ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) سورة يونس 62 – 65

من النظر في أدلة القرآن الكريم والسنة وأقوال السلف والخلف , يتضح أن العقيدة والتوحيد قاعدة العمل , والعبادة زرع وشرطيها الإخلاص والمتابعة , وركنيها المحبة والتعظيم , والتقوى ثمره , والإستخلاف وعد مقيد بشرط , والرحمة جزاء , وما خلقنا الله عزوجل إلا من أجل ذلك كله توحيد وعقيدة وعبادة وتقوى وإستخلاف , ثم رحمة منه لننعم بآثار أسمائه وصفاته ,

قال الله  ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الزمر 65 , وقال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات 56

, وقال عزوجل  ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) سورة البقرة 21 , وقال عزوجل ( وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) سورة الحجرات 

10 , وقال عزوجل (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور 55 

كما قال عزوجل في أول سورة في القرآن الكريم ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  *  الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *   الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) سورة الفاتحة  1 - 3

 لخص الله المطلوب من المسلمين في آية واحدة , قال عنها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود : هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل ، ولشر يجتنب ,

قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) سورة النحل 90


,قال ابن عطية : العدل هو كل مفروض ، من عقائد وشرائع وفي أداء الأمانات ، وترك الظلم والإنصاف ، وإعطاء الحق , والإحسان هو فعل كل مندوب إليه ; فمن الأشياء ما هو كله مندوب إليه ، ومنها ما هو فرض ، إلا أن أحد الأجزاء منه داخل في العدل ، والتكميل الزائد على الإجزاء داخل في الإحسان إنتهى كلامه , وهذه الآية قد جمعت أصول الشريعة، من حيث إنها أمرت بثلاثة أمور، لا يصلح شأن الإنسان إلا بها، وهي : العدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ، ونهت عن ثلاثة أمور ، لا يصلح شأن الدنيا إلا بتركها ، وهي : الفحشاء، والمنكر، والبغي , وبهذه الأوامرالثلاثة والنواهي الثلاثة تستقيم حياة الناس في الدنيا ، ويفوزون بالآخرة

 ولخص الرسول المطلوب من المسلم في حديث واحد , عن معاذ بن جبل قال ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة ، كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ، قال : ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون } ثم قال : ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا , فقلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم ) , رواه الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم : 2616
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
, وفيه إشارة ضمنية بضرورة تجنب الذنوب وأهمها ذنوب الألسنة

من النظر في أدلة القرآن والسنة وأقوال السلف والخلف يتضح أن العبادة على ثلاث مستويات : - على المستوى الفردي : - تحقيق التوحيد وترسيخ العقيدة السلفية وأصول وثوابت الدين في النفس إعتقادا وقولا وعملا وفعل الفرائض وخشية الله في ترك الشرك والذنوب وخصوصا كبائرها (ولقدعدها العلماء إلى سبعين كبيرة ) تربية الأسرة تربية إسلامية وصلة الأرحام وذكر الله بتدبر وخشوع ويدخل في ذكر الله تلاوة القرآن , ثم التوبة المستمرة وتصحيح النية وتطهير القلب . وعلى مستوى جماعة المسلمين : - الدعوة ولو بآية من آيات الله , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة , والإحسان إليهم بالمال والجهد وحسن الخلق معهم , وتحقيق الأخوة الإسلامية ونبذ العصبية الجاهلية , وتحكيم شرع الله معهم . وعلى مستوى الأمة : - الإحسان والإتقان في خدمة الدولة الإسلامية , وجهاد بالمال وجهاد إظهارالدين لغير المسلمين , ونصرة المسلمين المستضعفين في الأرض  وجهاد بالنفس عند طلب الإمام النفير.وأن الإستعانة على ذلك كله يكون بالصبر وقيام الليل , وأن السلاح هو العلم والدعاء وتجديد التوبة

 ركني العبادة المحبة والتعظيم وشرطيهما الإخلاص لله والمتابعة لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم , وتكون على ثلاثة أنواع قلبية وجوارح ونية وعبادة الجوارح آداة لتطهيرالقلب والنية وإن لم تؤدي إلى ذلك لم يزدد بها الإنسان إلا بعدا عن الله                                            

إن العقل هو أهم ما ميز الله به بني آدم على سائر خلقه , لذا كان من أول الواجبات هي إعماله وعدم تعطيله في أمورالدنيا والآخرة , وخاصة في هذا العصر , عصر تكالب الأعداء على الأمة

, يقول الله تعالى ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَاعَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) البقرة 30 - 33

 قال إبن القيم في الجواب الكافي 197 , قد جرت سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه أنه عند ظهور الزنى يغضب الله سبحانه , ويشتد غضبه , فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة , إنتهى كلامه , فما بالكم إن ضاع التوحيد في الأمة بل بدأت أصول الدين تتفكك , وأنتشرت كبائرالذنوب وخصوصا الزنى والخمر وأكل المال الحرام والربا , وتركنا إعداد العدة العلمية والإقتصادية والعسكرية ؟ ولو غضب منا من غضب لسارعنا لإرضائهم ولو كان في معصية الله , لأنه ببساطة نعتقد أنهم من يملكون المتعة والرزق والموت والحياة , وإن لم نقلها بألسنتنا , فواقع حالنا يقول , إلا من رحم ربي

ما قدرنا الله حق قدره في هذا العصر, أصبحت المعاصي والذنوب لا تحلوا إلا في وقت النزول الإلهي للسماء الدنيا نزولا يليق بجلاله في الثلث الأخير من الليل حيث يقول عزوجل ( هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيبه ) والقوم لاهون في خمر وزنا وسماع للغناء , وأفضلهم من هو نائم , إلا من رحم ربي ,

يقول الله عزوجل ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) سورة الزمر 9

 ضاعت الأمة في عصرنا وضعنا معها إلا من رحم ربي , وعندما تعود الأمور كما يجب أن تكون , ستعود الأمة وسنقود العالم

احتلت دول إسلامية وانتهكت أعراض المسلمين ولا حراك جماعي موحد ولا تخطيط , هوجم الإسلام لإقتلاع جذوره وأصوله ولا حراك جماعي موحد ولا تخطيط , سب الصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ولا حراك جماعي موحد ولا تخطيط , شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ولا حراك جماعي موحد ولا تخطيط , كاد أن تحرق مئات النسخ من القرآن علانية ولا حراك جماعي موحد ولا تخطيط , وصدق من قال " لقد أسمعت لو ناديت حيـا ولكن لا حياة لمن تنادِ , ولو ناراً نفخت بها أضاءت ولكنك تنفخ في رمـاد "

من الأحزان على أمتي ما يسمى بالمد الشيعي , أتعلمون ما الفرق بيننا وبين الشيعة غير أننا على الحق وهم على الباطل , أقول لكم إن كنتم لا تعلمون :- يظهرعلى جل شعوبهم الإلتزام وقوة الإيمان بباطلهم , ويظهر على جل شعوبنا الإنحلال وضعف الإيمان بالحق , حكامهم يسعون للقوة وحكامنا يسعون للحماية , علمائهم متحدون وعلمائنا متفرقون متناحرون , علمائهم الرسميين يطلبون من حكامهم تقبيل أياديهم , وعلمائنا يقبلون دون حتى أن يسألون بل حكامنا يرفضون , العلمانيين فيهم متقوقعين منهزمين والعلمانيون فينا بارزون منتصرون  , يظهرون العداء للغرب ويستخدمون التقية معنا , ونظهر العداء لهم ونستخدم التقية مع الغرب إن لم نكن نواليهم ونحبهم , هذه أبرز الفروقات , وأخوف ما أخاف منه تشيع كثيرمن شعوبنا البسطاء ونكالهم بعلمائنا بعد سقوط الغرب , فهل نحن تاركين مدهم كما تركنا مد الصليبيين ؟؟

ومن المبكيات المضحكات على ما جرى لأمتنا في هذا العصر, أن جاء الغرب يعلمنا بل يجبرنا على تطبيق حقوق الإنسان وحقوق المرأة كما هو يراها , لأننا لم نطبقها كما يراها الإسلام

من أكبر حسنات هذا العصرهو دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتجلى ذلك في ظهور ما أخبر عنه أنه سيقع للأمة في آخر الزمان والتي منها , قوله صلى الله عليه وسلم ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن , فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) حديث صحيح , وقوله صلى الله عليه وسلم ( سيأتى زمان على أمتى يستحلون فيه الحرا و الحرير و الخمر و المعازف ) حديث صحيح

يقول عزوجل (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ) سورة السجدة 21 – 22 ,

عاقبنا الله بالذل والهوان من أحقر خلقه فلم نرتدع , وعاقبنا بالأمراض فلم نرتدع , وعاقبنا بالغلاء وزيادة الفقر والفقراء فلم نرتدع , وكأن شيئا لم يكن , لذا أخوف ما أخاف منه هو الإستبدال ,

قال عزوجل في سورة النساء 133 ( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا )

وقوله في الأنعام  133 ( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ  )

 

وقوله تعالى في سورة فاطر 16 - 17 ( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ  )

 

, ولقد حصل مثل ذلك في عهد نوح عليه السلام حيث أباد الله جميع سلالة آدم عليه السلام إلا نوح ومن كان معه في السفينة , لذا قال الله في سورة هود ( وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )

عباد الله الأمر جد خطير , ولن تدرك يا عبد الله الخطورة تمام الإدراك إلا بعد الموت , وتتجلى الخطورة في قول الله عزوجل ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا ) النساء 123 , وقوله  ( وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة 8 , وقوله (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى , 30 , ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبى ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث القدسي العظيم ـ الذي يرويه عن ربه تعالى قال الله عز وجل ( إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلوم إلا نفسه ) وقال علي رضي الله عنه كلمة من جواهر الكلام: "لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه ولا يخافن عبد إلا ذنبه"، وروي عنه وعن غيره: "ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة" وأما حسن الظن بالله فكما قال عنه إبن القيم رحمه الله : حسن الظن هو الرجاء , فمن كان رجاءه هاديا إلى الطاعة , وزاجرا له عن المعصية فهو رجاء صحيح , ومن كانت بطالته رجاء ورجاءه بطالة وتفريطا فهو المغرور , إنتهى كلامه

لا يأمن مكر الله إلا ضال ولا يغتر بأعماله إلا جاهل يقول الله عزوجل    ( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران 129 , ويقول (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) المائدة 27 , وقال الحسن البصري : المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل ، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن

نعم لا قنوط ولا تقنيط من رحمة الله , ولكن إقرأو ما قال الله عزوجل بعد أرجى آية في كتابه ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) الزمر 53 – 55

يقول الله عزوجل يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ * الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) سورة فاطر 5 – 8 , فإن شئت فأركب في السفينة مع الراكبين , وإن شئت آوي إلى جبل وأنتظرلترى  هل سيعصمك من الماء

لا أدعو إلى ثورات عسكرية ولا إلى إنقلابات حكومية ولا إلى مذاهب أو جماعات (سوى الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة) بل أدعوا إلى الصدق والإخلاص والإستعانة بالله والتوكل عليه في :  - تحقيق التوحيد في الأمة والثبات على العقيدة وأصول وثوابت الدين السلفية ( فالحق واحد لا يتعدد وفيه إما جنة أو نار ) وترك نواقض الإيمان ومحاربة الشرك والذنوب وخاصة كبائرها في الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة مع تقبل جميع الفتاوى في غير الأصول (التوحيد والعقيدة وأصول وثوابت الدين وكبائر الذنوب ) للأئمة الأربعة وجمهورالخلف من أهل السنة والجماعة , وتوحيد الرآية الدينية , ونصرة المستضعفين في الأرض , ومحاربة الفقر والجوع في الأمة , وتحقيق الأخوة الإيمانية بين المسلمين ونبذ العصبية الجاهلية ونشر دين الله في الأرض والزود والدفاع عنه , والدعوة المستمرة للحكام مع عدم طاعتهم في معصية الله , مع إعداد القوة العلمية والعسكرية والإقتصادية قدرالمستطاع من قبل الحكومات والسعي على أقل تقدير لتحقيق الإكتفاء الذاتي , تمهيدا لما هو قادم , ويلخص ما أدعوا إليه إلى :- دعوة وجهاد وعمل خيري مقابل مناصحة وشورى ثم طاعة , وأي خلل في المعادلة يسبب الخلل في الأمة , وسيبقى الوضع كما هوعليه بل سيزداد الأمر سوء , وسيلتهمنا الأعداء عاجلا أو آجلا , ولن يكون الله معنا , وإن لم يكن معنا فكل شيء سيصبح علينا , ولن يبالي الله بنا

يقول الله عزوجل ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ * فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ * إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ * هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) سورة محمد 32-38 

الغفلة عن الله وعن الاخرة مرض يصيب العقل والضلال خلل في التفكير والإستكبارمرض يصيب القلب , وكلها بفعل الشيطان والنفس والهوى ,

قال تعالى ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ) الإسراء 62

, ولا سبيل لليقظة من الغفلة إلا بعون الله , يقول الله إياك نعبد وإياك نستعين , ولا سبيل لإتباع الحق إلا سؤال الله ذلك , يقول الله عزوجل إهدنا الصراط المستقيم , ولا سبيل لنبذ الإستكبار والكبر إلا بالذل لله وفيه

يقول الله عزوجل ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ) ولا سبيل لتحقيق كل ذلك إلا بالتوحيد والشكر لله والتخلق بخلق الرحمة

يقول الله عزوجل (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) الإسراء 64 - 65 

, فكلما زاد تسلط الشيطان على الإنسان إبتعد أن يكون من عباد الله , وتحقيق العبودية له , واقترب أن يكون من عباد غيره وتحقيق العبودية له , يقول عزوجل( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) الجاثية 23 ,

فليحذر المخالفون لأمره عزوجل 

  يا أيها الغافلون عن الله والآخرة والغير ملتزمين بدين الله , إما إنكم في ريب مما نزل الله على عبده ورسوله أو ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأولئك هم الفاسقون يقول عزوجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) الحشر 18 - 20 , وإن كنتم لا تقرون بذلك فتمنوا الموت إن كنتم صادقين , يقول عزوجل حاكيا عن من هو مصر على عدم إتباع الحق وأدعى أنه على خير ولم يعدل نفسه (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ) البقرة 95

قد يظن البعض أن الإلتزام الديني هو تطبيق للأوامر الدينية فقط وهذا مفهوم قاصر لأن الإلتزام الديني هو فكر وتطبيق وأثر, فكر:- الإقتناع التام والكامل عن غاية وجود الإنسان وكيفية تحقيق هذه الغاية في الدنيا (فإن الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم , فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار) ثم تطبيق للواجبات وترك للمنهيات ثم أثر لذلك وهو تزكية للقلب والنفس, فالمسلم موحد , عابد , مجاهد , حسن الخلق  

 إن من يدعوا إلى التقدم العلمي والحضارة على إطلاقها يدعوا إلى سراب فما فات فات ولن يعود , ويجب أن تركز الأمة على تحقيق الإكتفاء الذاتي

ليس من الضروري العمل على عودة الخلافة الإسلامية في هذه المرحلة فدول إسلامية متفرقة متعاونة فيما بينها خير من دول علمانية متناحرة

كما أن التعاون والتنسيق بين الدول مطلوب فالتعاون والتنسيق بين العلماء مطلوب , ما دمنا جميعا تحت مظلة الفرقة الناجية أو قريب منها

لا تأويل ولا إجتهاد ولا راجح في التوحيد والعقيدة والأصول , وهي خطوط حمراء والحق فيها ما كان عليه السلف , ولو فتح باب التأويل فيها لضاع الدين , لذا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكن صاحب بدعة أو خارج عن الملة

 

من قال أن طريقة السلف في توحيد الصفات أسلم ، وطريقة الخلف أحكم ، فقد ضل وأضل فما عليه السلف هو الأسلم ، وهو الأحكم

 

الخروج من الخلاف واجب وخصوصا في الفرائض وكبائر الذنوب (والذي منه أخذ العزيمة والحيطة) 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

أول آية ومن أعظم الآيات , فهي تقول للبشرية جمعاء , أن من أهم صفات الله عزوجل الرحمة , لذا كان لا بد أن يتخلق المسلم بهما (رحمان لجميع الخلق رحيم بالمسلمين) لينال رحمة الله وينال خيرأعظم آية رجاء في القرآن " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء " ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم  " من لا يرحم الـناس لا يرحمه الله "  متفق عليه , وقال " لا تنزع الرحمة إلا من شقي " وقال ابن القيم رحمه الله :-  " ما ضرب عبد بعقوبة اشد من قسوة القلب " , ولقد غفر الله عزوجل لزانية بسبب رحمتها للكلب , وأدخل النار عابدة صوامة قوامة بسبب قسوة قلبها على الهرة , فما بالكم برحم