الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مقالات بقلم الكاتب عمر الامهات  ( 40 سنة ) - مقالات بقلم الكاتب القول على الله بغير علم - مقالات بقلم الكاتب الطاعة والاتباع - مقالات بقلم الكاتب الإعراض عن من تولى عن الدين - مقالات بقلم الكاتب المانع من قبول الحق - مقالات بقلم الكاتب الكبرياء والعظمة - مقالات بقلم الكاتب الإرادة القلبية والعمل - مقالات بقلم الكاتب إفلاس المسلم يوم القيامة - مقالات بقلم الكاتب التوبة فرض على كل مسلم - مقالات بقلم الكاتب

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

عدد الزوار
انت الزائر :296344
[يتصفح الموقع حالياً [ 36
الاعضاء :0الزوار :36
تفاصيل المتواجدون
https://www.facebook.com/share/p/b3yri3ogZNHrAgwA/?mibextid=2JQ9oc

الهجرة إلى الله

الدرس
الهجرة إلى الله
4885 زائر
14/09/2010
مروان رجب

تعريف الهجرة

الهجرة لغة:

اسمٌ من هجر يهجُر هَجْرا وهِجرانا.

قال ابن فارس: "الهاء والجيم والراء أصلان، يدل أحدهما على قطيعة وقطع، والآخر على شد شيء وربطه. فالأول الهَجْر: ضد الوصل، وكذلك الهِجْران، وهاجر القوم من دار إلى دار: تركوا الأولى للثانية، كما فعل المهاجرون حين هاجروا من مكة إلى المدينة".

الهجرة شرعاً:

عرّفها غير واحد بأنها ترك دار الكفر والخروج منها إلى دار الإسلام
وأعم منه ما قاله الحافظ ابن حجر: "الهجرة في الشرع : ترك ما نهى الله عنه"، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (المهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وهي تشمل الهجرة الباطنة والهجرة الظاهرة، فأما الهجرة الباطنة فهي ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء وما يزيّنه الشيطان، وأما الظاهرة فهي الفرار بالدين من الفتن، والأولى أصل للثانية .

ولما كانت الثانية أعظم أمارات الأولى وأكمل نتائجها خص بعض العلماء التعريف بها كما تقدم ,

و تعربف الهجرة العام :

هي هجرة على نور من الله ، هجرة إلى كتاب الله الكريم ، هجرة إلى سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، هجرة إلى هذا الإرث النبوي الرباني ذي الهداية والرحمة , إنـها الموقف العملـي الحركي ، الذي يـؤكد صـدق الإيمان ، فضـلاً عـن وجوده ، فما إن يسـتقر الإيمان في القلب ، حتى يعبر عن ذاته بحركة إيجابية تؤكده . وللهجـرة مفهوم واسع متجدد ، إنها هجران الباطل ، وانتمـاء إلى الحق ، إنـها ابتعاد عن المنـكرات ، وفعل للخيرات ، إنها تـرك المعاصـي ، وانـهماك في الطـاعات ، ثم إنها انتقال من دار الكفر إلى دار السلام إنـها انتقال بين كل مكانين ، يشـبهان مـكة والمـدينة زمن الهجرة ، ولـعل المفهوم الأوسـع للهـجرة ، أن تـهجر ما نهى الله عنه ، قال عليه الصـلاة والسـلام فيما رواه البخاري ، عن ابن عمر : (…… والمـهاجر من هـجر ما نهى الله عنه ) .

وما لم يبتعد المـؤمن عـن كل ما يبعده عـن الله ، ويتحرك نحو كل ما يقربه منـه ، ففي إيمانه شـك ، وفي عزيمته خور , والهجرة لا تقبل إلا خالصــة لله عز وجل ، وابتغاء وجـهه الكريـم ، وهي عمل ، وشـأنها شـأن أي عمل ، لا يقبل إلا إذا كان خالصاً وصواباً ؛ خالصـاً ما ابتغي به وجـه الله ، وصواباً ما وافق السنة .قال عليه الصـلاة والسـلام في الحديـث الصـحيح المتواتر : ((إنـما الأعمـال بالنيات ، وإنما لـكل امـرئ ما نوى ، فمـن كانت هجرته إلى الله ورسـوله ، فهجـرته إلـى الله ورسـوله ، ومن كانت هجـرته إلى دنيا يصـيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )) ,

ولما ضاقت مكة بأفضل أهلها وخيرهم عند الله، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، جعل الله للمسلمين فرجاً ومخرجاً، فأذن لهم بالهجرة إلى المدينة حيث النصرة، وقبول الحق , وكان نشر الدين وتأسيس الدولة .

أهميتها

إن الهجرة إلى الله لم تكن في يوم من الأيام بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم أشد مطلبا من هذا القرن المعاصر لعدة أسباب نذكر منها :

تكالب الأعداء على الأمة الإسلامية :

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 م , أصبح العداء للأمة عيانا بيانا بعد أن كان في الخفاء طيلة السنوات السابقة ولم يكن هناك سوى تلميحات عدائية للأمة يتفوه بها من لم يستطع كتمان هذا العداء من الساسة الغربيون وكان حينها في الأمة من ينكر هذا العداء ممن تأمركوا وتغربوا وبعد الأحداث صرح من صرح بأن الحرب الصليبية قد بدأت وبالطبع كان يقصد أنها أخذت طابعا رسميا وعلنيا فكان ما كان من حروب شنت قتل فيها من قتل واحتل فيها من احتل من الدول الإسلامية ومازالت الحرب قائمة للسيطرة على اقتصاد وثقافة الدول الإسلامية

الفرقة في الصف العربي والإسلامي :

حيث أستطاع أعداء الأمة من خارجها وداخلها في بث الفرقة والعداء بين الدول الإسلامية حتى وصل الأمر إلى التراشق الإعلامي الحاد بل إلى العداء الجلي بين رؤساء الدول الإسلامية

ظهور خوارج الانسلاخ الديني :

ظهر الخوارج عن الدين خروجا يكاد يكون متزامنا مع علانية العداء للأمة الإسلامية ليصطادوا في الماء العكر من خلال بث سمومهم في الدول الإسلامية من خلال الإعلام الفضائي المرئي أو الصحف والمجلات بل تعدى الأمر لاتصالهم بأعداء الأمة من خلال سلاح الغرب (الجمعيات الدولية) لتكون هذه الجمعيات أكثر قوة وتدعيما مصورا و مثبتا وما حصل في جنوب السودان خير دليل على ذلك .

الأزمة الأخلاقية التي ظهرت في الأمة :

أزمة أخلاقية شديدة برزت على الساحة أصابت الشعوب الإسلامية إلا من رحم ربي من انتشارا للزنا وشربا للخمور وكسبا للحرام وتضيعا للأمانة عيانا بيانا بل تحريما لتعداد الزوجات وتحليلا للعشيقات والخليلات وانتشرت العلاقة المحرمة بصورة كبيرة في المجتمعات بين الرجال والنساء دون غضاضة وأصبحت القنوات الفضائية تدعوا إلى الرذيلة بل وتظهر من يدعون أنهم علماء يحللون هذه العلاقات بل يحللون فوائد البنوك الربوية ويحاربون النقاب بل الحجاب .

ظهور الشيعة كقوة عسكرية ودينية :

حيث لا يخفى على أحد ما يقوم به الشيعة لمحاولة للسيطرة على المنطقة الإسلامية عسكريا من خلال محاولة تصنيع للقنبلة النووية أو دينيا من نشر التشيع في الدول الإسلامية .

تزايد طغيان اليهود في فلسطين :

وفي خضم هذه الأحداث وخصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أخذ اليهود يذبحون ويقتلون في إخواننا الفلسطينيين ويزيدون من إجراءات الاستيطان وتهويد مدينة القدس بل في محاولة هدم المسجد الأقصى الشريف من خلال حفر الأنفاق من تحته في غياب عن إدراك الأمة لما يحدث نظرا لتفاقم الأحداث من حولها .

محاولة أعداء الدين المستميتة لتمييع ثوابت الدين :

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي أتخذها الأعداء سلاحا سلطه على الأمة لاقتلاع ثوابت الدين الإسلامي من جذوره كمفهوم الجهاد والولاء والبراء ومحاولة إثارة حقوق المرأة وضرورة إصلاحها وإلغاء حكم الردة والحجاب حتى تتأثر الأجيال القادمة بهذا التمييع والنسخ ويصبح الغرب لها مثالا يحتذى به ثقافيا واجتماعيا بل إخوانا على دين واحد له ثلاثة فروع فلا إعلاء لكلمة الدين ولا جهاد لتحرير فلسطين .

كل هذه الأحداث تجعل من الهجرة إلى الله الهجرة الصحيحة على مذهب أهل السنة والجماعة في هذا القرن المطلب الأول بل الأوحد من جميع عناصر الأمة وسوف نناقش أنواع الهجرة المطلوبة في الصفحات القادمة .

أنواع الهجرة إلى الله

إن الهجرة إلى الله المطلوبة في هذا القرن تنقسم إلى ثلاثة أقسام كالتالي :

§ هجرة أفراد الأمة على المستوى الشخصي

§ هجرة العلماء والجماعات ورجال الأعمال

§ هجرة الأمة

و الهجرة إلى الله المطلوبة من أفراد الأمة عدة أنواع وهي :

§ الهجرة المعنوية

§ الهجرة الحسية أو البدنية

§ هجرة خدمة الدين الإسلامي

أولاً : الهجرة المعنوية :

قال طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله : طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيره وطلبه إلا بحبسين , حبس قلبه في طلبه و مطلوبه وحبسه عن الالتفات إلى غيره وحبس لسانه عما لا يفيد وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه ومعرفته , وحبس جوارحه عن المعاصي والشهوات وحبسها على الواجبات والمندوبات , فلا يفارق الحبس حتى يلقى ربه فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه ومتى لم يصبر على هذين الحبسين وفر منهما إلى فضاء الشهوات أعقبه ذلك الحبس الفظيع عند خروجه من الدنيا فكل خارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس وبالله التوفيق

أنواع الهجرة المعنوية :

هجرة الفكر

وهي تعني الإدراك العقلي التام الملازم للنفس بأن الدنيا ليست هدف المسلم الأول وأنها دار فناء وان القرار والاستقرار في الدار الآخرة ، فلا يحزن المسلم على ما فاته منها وفيها من نعيم ولا ما أصابه فيها من بلاء , بل الحزن كل الحزن على فوات الدار الآخرة الدار الأبدية ومنازلها ولا سبيل لإدراك الحياة السرمدية إلا بتطبيق أوامر الله حسب فهم خير القرآن , يقين في القلب يثمر عملا وعملا يثمر تزكية , والعمل هو عبادة الله بفعل المأمورات وترك المحظورات وخصوصا الشرك وكبائر الذنوب , ومن المأمورات التي أمرنا الله بها الاستخلاف في الأرض ليكون هناك دين ودولة تجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى .

هجرة القلب والجوارح

وهجرة القلب تكون بالاعتقاد الجازم بالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أخبر به من الغيب "ملائكته وكتبه ورسله والقضاء والقدر واليوم الآخر" وبقية ثوابت الدين , هجرة لا تتزعزع عند الشهوات أو الشبهات لذا كان من البد أن يكون هذا الإيمان ناتجا من الفكر والتدبر والعلم حتى يكون الإيمان راسخا في القلب لا شك ولا ريبة إلى أن يرقى لدرجة الإحسان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , فإذا رسخ هذا الإيمان في القلب لا بد وأن يثمر العمل الصالح النابع من محبة وتعظيم الله عز وجل والعمل الصالح ثلاثة أنواع :

عمل القلب :

من غرس العقيدة في القلوب عقيدة أهل السلف وتحقيق التوحيد في القلوب ربوبية وألوهية وأسماء وصفات (راجع كتاب العقيدة الإسلامية للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ) و لا خوف على رزق فالرزق معلوم مكتوب ولا خوف من موت فلأجل معلوم محدد لن يتقدم أو يتأخر بالكر أو بالفر , والتوكل على الله والرضا بالقضاء والقدر ( راجع كتاب مدارج السالكين ) وتزكية القلب بترك أمراضه من الحقد والحسد وحب الدنيا والعجب بالنفس والرأي وتحليته بالصفات الحميدة من حب المؤمنين وتحقيق الأخوة الإسلامية وبترك ضد ما ذكر من الصفات الحميدة .

عمل اللسان :

النطق بالشهادتين وفق شروط لا إله إلا الله ، و بترك نواقضها (يرجع لكتب التوحيد لمعرفتها وعقد القلب عليها) وذكر الله وترك الغيبة والنميمة ومالا يفيد.

عمل الجوارح :

من فعل المأمورات وأهمها التوحيد والفرائض وأهم الفرائض الصلاة , عن أبـي هريرة رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه r : (( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح ، وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل منها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم يكون سائر أعماله على هذا )) . رواه الترمذي ,

وترك المنهيات وخصوصا الشرك وكبائر الذنوب ( يرجع لكتاب الكبائر للذهبي ) ثم التزود بنوافل وفضائل الأعمال بعد الفرائض فلقد قال العلماء أن دخول الجنة برحمة الله أما منازلها فتدرك بالأعمال ولا بد أن تكون الأعمال خالصة لله موافقة للسنة حتى تقبل عند الله وهنا لابد أن ننوه بأن تكون العبادة خالية من الشرك والعجب بالنفس حتى لا تحبط الأعمال عند الله وكذلك من أهم أعمال الجوارح , مراعاة حرمة المؤمن لتجنب القصاص ولتحقيق أفضل الأعمال بعد الفرائض وهي منفعة أحباب الله وعبيده وأهم ما ينفع عباد الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ومن علامات قبول الأعمال الصالحة عند الله الابتعاد عن المحرمات وحسن الخلق مع جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض يقول الشيخ الغزالي رحمه الله : ( فالصلاة والصيام والزكاة والحج ، وما أشبه هذه الطاعات من تعاليم الإسلام ، هي مدارج الكمال المنشود ، وروافد التطهر الذي يصون الحياة ويعلي شأنها ، ولهذه السجايا الكريمة التي ترتبط بها أو تنشأ عنها أعطيت منزلة كبيرة في دين الله ، فإذا لم يستفد المرء منها ما يزكي قلبه وينقي لبه، ويهذب بالله وبالناس صلته فقد هوى) انتهى كلامه .

ثانيا : هجرة البدن وهي نوعان

- الهجرة الصغرى : وهي أقل مراتب إنكار المنكر , الإنكار بالقلب وهي أضعف الإيمان وتستلزم المفارقة الجسدية لمكان المنكر , لذا يجب هجرة أماكن اللهو والحفلات الموسيقية وأماكن الخمر وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يحل لرجل يؤمن بالله وباليوم الأخر أن يجلس على مائدة يدار فيها الخمر) حسنه الألباني رحمه الله .

- الهجرة الكبرى : وهي هجرة البدن من المدن والدول التي يغلب فيها الفساد على الخير , أو التي لا يستطيع المسلم أن يقيم فيها شعائر دينه ويحارب بسببها أو بسبب خدمة دينه ،إلا إن كان هناك سبب شرعي لعدم الهجرة .

ثالثا : هجرة خدمة الدين

إن ما جرى ويجري للأمة الإسلامية يجعل خدمة الدين ونصرته فرض عين على كل مسلم قادر حسب قدرته , وكل مسلم ينبغي أن يكون له مشاركة في الدعوة بحسب ما وهبه الله عز وجل من ملكات ومؤهلات ، ومن قدر على واجب وفعله كان خيراً ممن تركه وإن كان معذوراً في تركه ، وكذا اشتغال المؤمن بمهام الدعوة يجعله يحمل هم الإسلام ، ويشغل قلبه وعقله وجوارحه عن الاشتغال بالحرام و في ظل هذه الأوضاع الخطيرة في هذا القرن لا بد أن يعتبر المسلم قضية الإيمان والتوحيد والدعوة هي القضية الكبرى في حياته .

شروط الهجرة

من أهم شروط الهجرة العلم على مذهب أهل السنة والجماعة وبدونه يكون الضلال ولقد قال العلماء أن أدنى العلم الواجب أربعة:-

· العلم بالعقيدة والتوحيد ( السلفية )

· العلم بفقه العبادات

· العلم بالحلال والحرام

· العلم بالأخلاق

وأما أهم العلوم وأشرفها العلم بالله أسماء وصفات معنى وآثار وما خلقنا الله عز وجل إلا لنعرفه وننعم بآثار أسمائه وصفاته ونعبده ومن أدرك العلم بالله أدرك كل شيء ومن فاته العلم به فاته كل شيء .

عدة الهجرة

عدة الهجرة على الله الصبر والشكر , فأما الصبر فهو الصبر على فعل الطاعات وعلى ترك المنهيات وعلى البلاء ومن صبر ظفر فقد قال العلماء أن النعيم لا يدرك بالنعيم .

ولقد خلق الله الجنة للمسلمين يدفعون ثمنها في الدنيا وثمنها الهجرة إلى الله دين ودولة , وأما الشكر فهو أن يتفكر المسلم في نعم الله ويحمده دوما بلسانه وبقلبه , ونعم الله لا تعد ولا تحصى وما شكر الله بأفضل من توحيده وترك كبائر الذنوب والإحسان إلى خلقه .

سلاح الهجرة

سلاح الهجرة إلى الله هو التوبة وتجديدها والدعاء , وأما التوبة وتعني الرجوع والعودة إلى الله للسير وفق صراطه المستقيم مع الندم على ما فات والعزم على عدم العودة ورد الحقوق لأهلها , ومن تاب تاب الله عليه فما شرع الله سبحانه التوبة إلا ليغفر لنا وهي أشد عمل على الشيطان وإن ضعف المسلم وعاد فليبادر بتجديد التوبة مع الإكثار من الحسنات قال رسول اللَّه r : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) . حسن ، رواه ابن ماجه . انظر ( صحيح الجامع ) , وجاء في كتاب مختصر منهاج القاصدين : ( فأما من ارتكب كبـيرة ، أو أهمل أركان الإسلام ، فإنه إن تاب توبة نصوحًا قبل قرب الأجل ، التحق بمن لم يرتكب ؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والثوب المغسول كالذي لم يتسخ أصلاً ) .

وأما الدعاء فهو أعظم نعمة منا الله بها علينا بعد نعمة الإسلام , لأن الله عز وجل لا يرد الدعاء أبدا فهو عز وجل إما يحقق مراد العبد أو يدفع به بلاء عنه أو يدخره له يوم القيامة , وله شروط عن أبـي هريرة عن النبـي r قال : ( ادعوا اللَّه وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن اللَّه لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ) حسن رواه الترمذي , فهذا ( الدعاء ) دواء نافع مزيل للداء ، ولكن غفلة القلب عن اللَّه تبطل قوته ، وكذلك أكل المال الحرام يـبطل قوته ويضعفها وكان عمر رضي الله عنه يقول : ( إني لا أحمل هَمَّ الإجابة ، ولكن أحمل هَمَّ الدعاء ، فإن ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه ) والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ، ويرفعه أو يخففه إذا نزل .

وله مع البلاء ثلاث مقامات :

أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .

الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه ، وإن كان ضعيفًا .

الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل منهما صاحبه .

والأدعية و التعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة به ، والساعد ساعدًا قويًّا ، ومانع الإجابة مفقودًا ، حصلت به النكاية في العدو ، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ، فإن كان في نفسه غير صالح ، أو الداعي لم يجمع بـين قلبه ولسانه في الدعاء ، أو كان ثَمّ مانع من الإجابة ، لم يحصل الأثر . والفقيه كل الفقه الذي يرد القدر بالدعاء ، ويدفع القدر بالدعاء ، ويعارض القدر بالدعاء , قال كعب الأحبار : أعطيت هذه الأمة ثلاثًا لم تعطهن أمة قبلها إلا نبـي : كان إذا أرسل اللَّه نبـيًّا قال له : أنت شاهد على أمتك ، وجعلكم شهداء على الناس : ] لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ [ [ البقرة : 143 ] .

وكان يقال له : ليس عليك في الدين من حرج ، وقال لهذه الأمة : ] وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [ [ الحج : 78 ] .

وكان يقال له : ادعني استجب لك ، وقال لهذه الأمة : ] ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ سورة غافر 60

جاء في ( تحفة الذاكرين ) ما مختصره :

علامة استجابة الدعاء : ( الخشية ، والبكاء ، والقشعريرة ، وربما تحصل الرعدة ، والغشى ، والغيـبة ، ويكون عقيـبه سكون القلب ، وبرد الجأش ، وظهور النشاط باطنًا ، والحق ظاهرًا ، حتى يظن الداعي أنه كان على كتفه حملة ثقيلة فوضعها عنه ، حينئذ لا يغفل عن التوجه والإقبال والصدقة و الإفضال والحمد والابتهال وأن يقول : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) انتهى .

وللدعاء آداب يجب مراعاتها وأوقات أفضل من أوقات .

هجرة العلماء والجماعات ورجال الأعمال

أولا : هجرة علماء الدول الرسميين

تتحقق هجرة العلماء الرسميين من خلال الهجرة الفردية وأهمها هجرة القلوب ومن خلال العمل على تحقيق ما يلي :

ü الابتعاد عن التشدد في الفروع وعدم إقحام الفروع في الأصول منعا لتفرقة الأمة ونفور الناس من الأصول التي يتحدثون عنها وإيصال هذا المفهوم للوعاظ والعلماء الذين تحت أمرتهم .

ü احترام الرأي الآخر في الفروع وخصوصا إذا كان من جمع من أهل العلم وعدم الإنكار على الأفراد في المختلف فيه وإيصال هذا المفهوم للوعاظ والعلماء الذين تحت أمرتهم .

ü مناصحة العلماء الدورية لولاة الأمر سرا في جميع بلدان الأمة الإسلامية .

ü دعوة ولاة الأمر لرفع المستوى الإيماني لديهم .

ü حث ولاة الأمر في دولهم لإعداد العدة العسكرية والاقتصادية والعلمية .

ü الاجتماع الدوري بينهم لتباحث مختلف قضايا الأمة .

ü وضع برامج دعوية مدروسة ومكثفه ومنظمه ودوريه للأفراد في المدارس والجامعات وفي مواقع العمل والمساجد وغير ذلك في دولهم مع التركيز على أصحاب النفوذ ( مفاتيح التغيير في الأمة ) .

ü حث الحكام على تطبيق الشريعة الإسلامية .

ü - محاربة الشرك والكبائر الظاهرة في دولهم .

ü ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل سلطة مخولة في دولهم .

ü تبني الدعوة الداخلية لأفراد دولهم من خلال إنشاء المراكز الإسلامية الدعوية , ولإرسال الفرق الدعوية للقرى والهجر

ü تبني جهاد العصر( الدعوة المنظمة لغير المسلمين ) .

ü حث الحكام على تبني جهاد المقاطعة الاقتصادية .

ü محاربة الفقر والجوع في دولهم .

ü مساندة الأقليات المسلمة ونصرة المظلومين في شتى بقاع الأرض .

ü حث الحكام على استرداد ما أغتصب من الأمة الإسلامية بشتى الوسائل .

ü العمل على تهذيب الإعلام الإسلامي من خلال الضغط الحكومي ومن خلال مناصحة أصحاب القنوات الفضائية والأقلام الإعلامية والأدبية.

ü المحافظة على ثوابت الدين من النسخ والتمييع خصوصا في مناهج التعليم

ü حث رجال الأعمال على أسلمة البنوك والمعاملات المالية .

ü حث حكام الدول على التضامن والاتحاد بأي شكل من أشكال الوحدة لاستخدامها كورقة رابحة في الضغط السياسي .

ثانياً :هجرة العلماء الغير معينين رسميا

و تتحقق هذه الهجرة من خلال الهجرة الفردية وأهمها هجرة القلوب ومن خلال التالي :

ü يقوم اتحاد علماء مسلمي السنة بتحديد الحد الأدنى من الأصول والثوابت ودعوة من يريد الانضمام من غير أهل السنة إذا غير فكره بناء على الأصول الموحدة والمحافظة عليها من التمييع والنسخ من خلال طباعتها وتوزيعها على المسلمين بنظام إدارة الوقف .

ü حث علماء الدول الإسلامية المعينين رسميا على الوفاء بواجباتهم المقترحة لهم .

ü عمل برامج دعوية مكثفة مدروسة تكرر بصفة دورية للأفراد مع التركيز على أصحاب النفوذ (مفاتيح التغيير) في الأمة .

ü خدمة الدين بكل ما لديهم من قوة من خلال طرح مشاريع إسلامية بتخطيط واتحاد .

ü تبني جهاد العصر( الدعوة المنظمة لغير المسلمين )

ü محاربة الفقر والجوع في دولهم

ü العمل على تهذيب الإعلام الإسلامي من خلال الدعوة المستمرة الشخصية لأصحاب القنوات الفضائية وأصحاب ألأقلام الإعلامية والأدبية .

ü حث رجال الأعمال على أسلمة البنوك والمعاملات المالية .

ü حث رجال الأعمال على المقاطعة الإقتصادية

ثالثا : هجرة الجماعات الإسلامية

إن في الخروج على الحكام فتنه عظيمه تراق فيها دماء الأبرياء وقد نهى عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم) وفي رواية ( لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل رجل مسلم) رواه الترمذي والنسائي . ويقول الله عز وجل( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) سورة النساء 176

لذا تتحقق هجرتهم بعد الهجرة الفردية لأعضائها وأهمها هجرة القلوب بالابتعاد عن العنف والعمل على رفع المستوى الإيماني للأفراد في جميع الدول مع التركيز على أصحاب النفوذ من المسلمين وغير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة وكذلك المساهمة في العمل الخيري وإن أرادوا المناصحة فليكن بالمعروف والحكمة الموعظة الحسنة لأن إثارة الفتنة لا تفيد الأمة بأي حال من الأحوال. ( وكما ذكرنا سابقا الاتحاد مع الحكام "مناصحة وشورى ثم طاعة مقابل دعوة وجهاد وعمل خيري" )

رابعا : الهجرة المطلوبة من رجال الأعمال

تتحقق الهجرة المطلوبة من رجال الأعمال بعد الهجرة الفردية بعمل التالي :

ü أسلمة البنوك وجميع المعاملات المالية وخصوصا بالابتعاد عن الربا.

ü إنشاء صناديق خيرية لمحاربة الفقر والجوع في العالم الإسلامي

ü إنشاء الأوقاف لدعم طباعة القرآن الكريم وكتب العقيدة والتوحيد وثوابت الدين حفاظا عليها من النسخ والتمييع.

ü تطعيم القنوات الفضائية الحالية بدعايات دعوية

ü المقاطعة الاقتصادية

ü المساهمة في تطبيق فكرة إنشاء مراكز إسلامية لدعوة غير المسلمين (جهاد العصر) إما على مستوى الأمة أو على مستوى عدد من الدول

ü

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : 0 تعليق

« إضافة تعليق »
جديد الدروس
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس المتشابهة الدرس التالي