بسم الله الرحمن الرحيم نعمة تذكر الدار الآخرة :- من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على أنبياءه ورسله نعمة تذكر الدار الآخرة ، ونسبة تلك النعمة للأنبياء لهو خير دليل على عظمتها وأهميتها وأنها لا تعطى إلا لمن أحبه الله واصطفاه ، يقول عزوجل :- (واذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ)
معنى الآية :- ومن المعاني التي ذكرها المفسرون لتلك الخالصة:- أخلصناهم يعني: أعطيناهم شيئاً خالصاً لهم، والخالصة التي خصصناهم بها هي التي تلفتهم دائماً إلى دار الجزاء وهي الآخرة، وبهذه الذكرى يظل الإنسان دائماً مُسْتحضراً ثوابَ الطاعة وعقابَ المعصية، وإذا استحضر الإنسان هذه العاقبة استقام على الطاعة وابتعد عن المعصية.
قال مالك بن دينار : نزعنا من قلوبهم حب الدنيا وذكرها ، وأخلصناهم بحب الآخرة وذكرها .
وقال قتادة : كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى الله عز وجل .
وقال السدي : أخلصوا بخوف الآخرة .
وأخيرا :- تذكر الدار الآخرة يبعث على جهاد النفس ، فجاهد نفسك على فعل " أعمال القلوب وأعمال الجوارح والإحسان للخلق " محبة في الله وتعظيما لأوامره ، ولنعيم الجنة، والبعد عن نار جهنم، فان ضعف ذلك في قلبك لضعف اليقين ، فتذكر مصائب الدنيا أجارنا الله منها ، يقول الله عزوجل ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) ويقول الله عزوجل (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) |