الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مقالات بقلم الكاتب عمر الامهات  ( 40 سنة ) - مقالات بقلم الكاتب القول على الله بغير علم - مقالات بقلم الكاتب الطاعة والاتباع - مقالات بقلم الكاتب الإعراض عن من تولى عن الدين - مقالات بقلم الكاتب المانع من قبول الحق - مقالات بقلم الكاتب الكبرياء والعظمة - مقالات بقلم الكاتب الإرادة القلبية والعمل - مقالات بقلم الكاتب إفلاس المسلم يوم القيامة - مقالات بقلم الكاتب التوبة فرض على كل مسلم - مقالات بقلم الكاتب

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

عدد الزوار
انت الزائر :290807
[يتصفح الموقع حالياً [ 16
الاعضاء :0الزوار :16
تفاصيل المتواجدون
https://www.facebook.com/share/p/b3yri3ogZNHrAgwA/?mibextid=2JQ9oc

أكبر المطلوب من الدعوة (1)

الدرس
أكبر المطلوب من الدعوة (1)
6738 زائر
30/05/2011
مروان رجب

بسم الله الرحمن الرحيم

ولما كانت عبادة الله وعدم الإشراك به وعدم فعل الكبائر وعد من الله لنصرة أمة الحبيب فكان لزاما مناقشة الأمر بشيء من التفصيل وقبل ذلك نطرح قضية الإيمان حيث أن الإيمان كما ذكرنا هو الباعث والمحرك لترك المعاصي وفعل الطاعات لذلك أصبح اكبر المطلوب :

1- رفع المستوى الإيماني

2- التوبة

3- ترسيخ العقيدة الصحيحة (عقيدة السلف الصالح)

4- الالتزام الديني (الفكر-العبادة وتجنب الشرك والكبائر-التزكية )

5- تحكيم الشريعة الإسلامية

6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

7- تحقيق الأخوة الإسلامية

8- التقدم الحضاري والعلمي

9- الجهاد بكافة أنواعه للإستخلاف في الأرض

الإيمان

أول واجب على الإنسان أن يعرف الله سبحانه عن طريق العلم وأن يعرف رسول ربه وصدق رسالته عن طريق العلم الذي يورث اليقين الذي يبعث على العمل الصالح والذي بدوره يطهر القلب ويزكي النفس البشرية, وذلك لتستفيد منه الأمة الإسلامية وما نصر القرون الأولى سوى قوة الإيمان وما خذلنا غير ضعف الإيمان في القلوب

معنى الإيمان بالله: الإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء، ومليكه، وخالقه، وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة ، وصوم ، ودعاء، ورجاء ، وخوف، وذل، وخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها، المنزه عن كل نقص. ومعنى ذلك: أن تعتقد أن الله لا مثيل له، ولا شريك، ولا ند، ولا يستحق العبادة غيره ، وأنه متفرد بكل الصفات الحسنة من سمع وبصر وكلام وعدل وحكمة ورحمة وعزة ومجد وقوة ، وعلم ، محيط بكل شيء ، لا يدانيه علم البشر لو اجتمعوا ، وأنه هو الأول والآخر، وأنه خالق كل شيء ، وأنه له الكمال والجلال والعظمة التي يتصف بها جل وعلا حيث أن العقيدة الإسلامية تنطلق من أن الوجود بكل محتواه محدث- أي مخلوق من عدم- ويعني ذلك أن لكل شيء فيه بداية ، ولابد من أن تكون له نهاية، وما دام محدثاً فلابد له من محدث أحدث هذا الوجود، ومقتضيات المنطق تؤكد الوجود الأزلي والأبدي للمحدث ، فلا شيء قبله ولا شيء بعده ، ويعتبر الإيمان بالله عماد الحياة ومصدر كل سعادة في الدنيا والآخرة، ومنبع كل خير، وعليه فإن الفرد المؤمن يكون راضياً بالقضاء، صابراً على البلاء، شاكراً لله في الرخاء، معترفاً بوحدانية الله عز وجل، ومقراً بقدسيته وعظمته، وقلبه ممتلئ بالخوف من الله ومحبته قال تعالى:﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَأنا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون﴾[ الأنفال:2]

ويتضح مما سبق أن الإيمان بالله يطلق النفس من قيودها المادية ويسمو بها إلى الملأ الأعلى، وإذا ما كان الفرد مؤمناً بالله على الوجه الصحيح، سما بإيمانه ، وترفع عن الشهوات، فيقدم لأمته كل خير وتضحية وإيثار، فلا يخش في الله لومة لائم، بل يكون قادراً على مواجهة الأخطار وتحمل الصعاب، وعدم التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة ، لأنه يستمد قوته من عقيدة راسخة وإيمان ثابت، متمثلاً قول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَأنا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾[ آل عمران: 173 - 174]. وهذه حقيقة ثابتة أثبتها القرآن الكريم وأكدتها التجربة الإنسانية، فمثلاً ظهر في كل عصر، وفي بعض المجتمعات أناس تفجرت مشاعرهم بالإيمان بالله، فوقفوا حياتهم لصالح الإنسانية، وعملوا جاهدين لخدمتها، باذلين كل ما في وسعهم لهداية البشرية

والإيمان بالله يحول بين صاحبه واقتراف المعاصي والآثام ، فإيمانه بالله يخضعه لسلطان عقيدته و يسير على مقتضى ما توجهه إليه فيما يفعل ، فإذا كان كامل الإيمان أبى عليه إيمانه أن يفعل ما ينفيه أو يترك ما يقتضيه. والإيمان بالله، ينير للفرد ظلمات الحياة، فيتحمل أعباء المسئولية بأمانة، ويتغلب على صعوباتها بصبر ، ويعالج مشكلاتها برؤية ، فلا يتذمر ولا يتأفف ، فإذا فشل لم ييأس وإن نجح لم يغتر ، لأنه يعلم أن الدنيا ليست كل شيء لديه، ولا هي مقصوده و مبتغاه، ويعلم أن الله على كل شيء قدير، فإن شاء أعطاه أضعاف ما ضاع منه، وإن لم يعلم له سبباً ولم يعرف له طريقاً، فليست الأسباب منحصرة فيما علم، ولا الطريق مقصورة على ما عرف، ولأنه كثيراً ما وجد الخير فيما كان يظنه شراً، وكثيراً ما وجد الشر فيما كان يظنه خيراً ، فكم مرة تبعت الأفراح الأحزان ، فليس هناك ما يدعوه لليأس مادام مؤمناً بالله، وليس هناك ما يخيفه أو يفزعه إذا كثرت عليه الأهوال، لأن إيمانه بالله يجعل النفس مطمئنة ، تصغر أمامها الشدائد، وتهون عليها المصائب. ويتغير الباطن ولكن تغيير صورة الباطن ليس سهلاً كما قد يتصور البعض، إذ لا يمكن تغييرها إلا بالإيمان .

القضاء والقدر

فالإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول الإيمان وهو يعني أن الله عالم بكل شيء ، خالق لكل شيء ، وأنه لا يخرج شيء عن إرادته وتقديره ، وكتب كل شيء عنده في اللوح المحفوظ ، وذلك قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف عام ، وأن ما في الكون خلق لله تعالى هم وأفعالهم ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وما أصاب العبد ما كان ليخطئه وما أخطأه ما كان ليصيبه وأن العبد ليس بمجبور على فعل الطاعات أو المعاصي بل له إرادة تليق بحاله ولكنها تحت إرادة الخالق.

وخلاصة ذلك :-

إن الله خلق كل أفعالنا وانتهى الأمر وكل إنسان ييسره الله لما خلق له

ولكن أمرنا الله بفعل أسباب كل ما يندرج تحت كلمة خير ونهانا عن فعل أسباب كل ما يندرج تحت كلمة شر ونحن على أتم الثقة والإقدام والشجاعة والاطمئنان وسيحاسبنا الله على فعل هذه الأسباب وما كتب الله

سيحصل وما لم يكتب لن يحصل فليرتاح العقل من كلمة لماذا ولو ولا نستطيع ونخاف وليطمئن القلب وليسكن ولتعمل الجوارح , لذا فان الإيمان بالقضاء والقدر قوة عظمى يستعلي بها المؤمن على كل قوى الأرض ، وكل شهوات الدنيا ، ويصبح حراً لا سلطان لأحد عليه إلا لله ، فلا يخاف إلا الله ، ولا يذل إلا لله ، ولا يطلب إلا من الله ، ولا يأمل إلا من الله ، ولا يتوكل إلا على الله

ثمار الإيمان

اولا :- ثمار الإيمان في الحياة الدنيا:

فللإيمان ثمار يانعة ونتائج طيبة يجنيها المؤمن في الحياة الدنيا، من أهم هذه الثمار:-

1- الهداية للحق:قال الله تعالى: ) وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( [الحج:47].

2- الحياة الطيبة: قال الله تعالى : ) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ( [النحل:97].

3- الولاية: قال تعالى: )اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ([البقرة:257]

4- الرزق الطيب: قال تعالى: ) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف:96].

5- العزة:قال تعالى: )وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ( [المنافقون:8].

6- النصر على الأعداء، قال تعالى: ) وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ( [الروم:47].

7- الدفاع: قال تعالى: ) إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا ( [الحج:38].فالله – عز وجل – هو المدافع عن أهل الإيمان ،بل يعلن الحرب على من يعاديهم فعن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه…"

8- عدم تسليط الكافرين: قال تعالى: ) وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ( [النساء:141].

9- التمكين والاستخلاف في الأرض: قال تعالى: )وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ( [النور:55].

ثانياً: ثمار الإيمان في الحياة الآخرة:

1- الخاتمة الحسنة: فهي أول الثمار التي يلقاها المؤمن وهو في طريقه إلى عالم الآخرة حيث تحسن خاتمته ويموت ميتة حسنة ، وتحصل له جملة من الثمار من نزول الملائكة بالبشارة له بالأمن وعدم الخوف، والبشارة بالجنة ، والنعيم المقيم… قال تعالى: ) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( [النحل:32].

2- التثبيت عند السؤال في القبر:

قال تعالى: ) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ( [إبراهيم:27].

3 – التوسعة في القبر:

فالمؤمن يوسع له في قبره ويرى مكانه من الجنة وذلك بعد سؤال الملكين له وثباته في الجواب

4 – الأمن من الفزع الأكبر:

قال تعالى) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ( [الأنبياء:103].

5 – الوقاية من شر يوم القيامة:

أهل الإيمان آمنون من الشر المستطير في ذلك اليوم العظيم من بأسه وشدته وعذابه وأهواله

فهو أشد الأيام وأطولها في البلاء والشدة قال تعالى: ) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ( [الإنسان:11].

6 – الحساب اليسير وإعطاء الكتاب باليمين:

قال تعالى: ) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ*فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا*وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ( [الانشقاق:7 -9].

7 - النجاة من النار:

قال تعالى: ) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ( [مريم:72].

10 - الخلود في الجنة:

قال تعالى عن المؤمنين: ) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون:10-11].

11- النظر إلى وجه الله:

قال تعالى: )لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ( [يونس:26]

ثمار الإيمان بالقضاء والقدر

والمؤمن بالقضاء والقدر يجني من الإيمان به ثمار عديدة وفوائد جليلة في الدنيا والآخرة فمن جملة هذه الثمار والفوائد:

1- الاعتماد على الله تعالى: فالمسلم عند فعل الأسباب يعتمد على الله – عز وجل- لأنه مقدر الأسباب والمسببات.فالمرء لا يدري ما يصيبه من خير أو شر ، والمسلم عندما يعتمد على الله تعالى يبقى دائم الاتصال به مرتبطاً بخالقه، متوكلاً عليه، ونحن مأمورون بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، والإيمان بأن الأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله، لأن الله هو الذي خلق الأسباب، وهو الذي خلق النتائج.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير، إحرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان

2- الراحة النفسية: فالمؤمن إذا أدرك أن كل شيء بقضاء وقدر عاش في راحة نفسية ، وسكون في القلب، فلا يقلق بفوات محبوب أو حصول مكروه فكل شيء عنده بقضاء وقدر.

قال تعالى: ) مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( [التغابن:11]. فكل ما يصاب به الناس من المصائب والأمراض والأوجاع مكتوب في كتاب من قبل أن يخلق الله – عز وجل- الأنفس فإن من علم أن كل شيء بقدر هان عليه الأمر.

3- الثبات عند المحن والشدائد: فالمسلم يواجه المحن و مشاق الحياة بقلب ويقين صادق فلا تهزه الأحداث والفتن لأنه يعلم أن هذا الحياة دار ابتلاء وامتحان ، تتقلب فيها الأمور في كل لحظة فالرعيل الأول من الصحابة الكرام واجهوا المحن والمصائب بالإيمان الصادق والعزم الثابت ، وما ذاك إلا لإيمانهم بقضاء الله وقدره وإيمانهم بقوله تعالى: ) قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( [التوبة:51 إن الإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة والثبات على مواجهة الشدائد، ويقوي فيها العزائم، ، ولا تخاف الموت وصور الثبات كثيرة منها الثبات في ساحات الجهاد يحث يلوح الموت في الأفق فالإيمان بالقدر يبعث في النفوس الشجاعة والإقدام والثبات في ساحات القتال، لإيمان النفوس المؤمنة بأن الآجال محدودة، والأنفس معدودة، فلا تتقدم ولا تتأخر

4- الصدع بالحق والجهر به:

ومن آثار الإيمان بالقدر أن الداعي إلى الله يصدع بدعوته، ويجهر بها أمام الكافرين والظالمين، لا يخاف في الله لومة لائم، يبين للناس حقيقة الإيمان ويوضح لهم مقتضياته، كما يبين لهم مظاهر الكفر والنفاق ويحذَرهم منها، ويكشف الباطل وزيفه، ويقول كلمة الحق أمام الظالمين، فإن المؤمن يفعل كل ذلك وهو راسخ الإيمان واثق بالله، متوكل عليه،يعلم أن كل شيء بقدر، صابر على كل ما يحصل له في سبيله؛ لأنه موقن أن الآجال بيد الله وحده، وأن الأرزاق عنده وحده، وأن العبيد لا يملكون من ذلك شيئا مهما وجد لهم من قوة يتقوون بها، وأعوان ينتصرون بهم

5- القضاء على كثير من الأمراض:

والإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات، وتزرع الأحقاد بين المؤمنين، وذلك مثل رذيلة الحسد، الذي يدفع العبد إلى الضغينة والحقد، فإن العبد إذا علم أن الله هو المعطي وهو المانع، وأن الرزق مقسوم، والأجل محدود، سلَّم أمره إلى الله، وقنع بما رُزِق ، وعلم أن ما كتب له سيأتيه، ولو لم يرد أهل الأرض، وأن ما لم يكتب لن يأتيه ولو أراد أهل الأرض فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لأن الله هو الذي رزقهم وقدّر لهم ذلك،وهو يعلم أنه حين يحسد غيره إنما يعترض على قدر الله،

طريق معرفة الله

فالعلم بأسماء الله وصفاته هو الطريق إلى معرفته، فالله خلق الخلق ليعرفوه، ويعبدوه، وهذا هو الغاية المطلوبة منهم؛ فالاشتغال بذلك اشتغال بما خُلق له العبد، وتركه وتضييعه إهمال لما خُلق له ، وقبيح بعبد لم تزل نِعَمُ الله عليه متواترة أن يكون جاهلاً بربه، معرضاً عن معرفته، يقول ابن القيم: ولا يستقر للعبد قدم في المعرفة حتى يؤمن بصفات الرب جل وعلا، ويعرفها معرفة تخرجه عن حد الجهل بربه، فالإيمان بالصفات ومعرفتها هو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان، وثمرة الإحسان ومعرفتنا بالأسماء والصفات تقتصر على المعرفة اللغوية ولا نخوض في الكيفية ولها ثمار عظيمة وهي :-

1– محبة الله: فمعرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له: وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته والتفقه بمعانيها، وأحكامها، ومقتضياتها.

2- الإقتداء: ومن ثمرات الإيمان بصفات الرب تبارك وتعالى أن العبد يسعى إلى الاتصاف والتحلي بها على ما يليق به، فالمحب يحب أن يتصف بصفات محبوبة، فأحب الخلق إلى الله تعالى من اتصف بالصفات التي يحبها الحق تبارك وتعالى وابغضهم إليه من اتصف بالصفات التي يكرهها.

3 - تزكية النفوس وإقامتها على منهج العبودية للواحد الأحد: وهذه الثمرة من أجل الثمرات التي تحصل بمعرفة أسماء الله وصفاته، فالشريعة المنزلة من عند الله تهدف إلى إصلاح الإنسان، وطريقُ الصلاح هو إقامة العباد على منهج العبودية لله وحده لا شريك له، والعلمُ بأسماء الله وصفاته، يعصم بإذن الله من الزلل، ويفتح للعباد أبواب الأمل، ويثبت الإيمان، ويملأ قلبه بأجل المعارف والألطاف فمثلاً أسماء العظمة تملأ القلب تعظيماً وإجلالاً لله، فتثمر الخضوع والاستكانة والمحبة وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود تملأ القلب محبة له ، وشوقاً إليه ، ورغبة بما عنده ، وحمداً وشكراً له وأسماء العزة ، والحكمة ، والعلم ، والقدرة تملأ القلب خضوعاً وخشوعاً وانكساراً بين يديه عز وجل

4 – الابتعاد عن المعاصي: ذلك أن النفوس قد تهفو إلى مقارفة المعاصي ، فتذكر أن الله يبصرها ، فتستحضر هذا المقام وتذكر وقوفها بين يديه ، فتجانب المعصية .

5 – التوبة من المعصية: فتضيق عليه الأرض بما رَحُبت، ويأتيه الشيطان ؛ ليجعله يسيء ظنه بربه، فيتذكر أن من أسماء الله " الرحيم، التواب، الغفور " فلا يتمادى في خطيئته، بل ينزع عنها، ويتوب إلى ربه، ويستغفره فيجده غفوراً تواباً رحيماً .

6 - اللجوء إلى الله: ومنها أن العبد تناله المصائب، فيلجأ إلى الركن الركين، والحصن الحصين، فيذهب عنه الجزع والهلع، وتنفتح له أبواب الأمل .

7 – الشجاعة: عندما يعلم العبد بتفرد الرب تبارك وتعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة يثمر له عبودية التوكل عليه ظاهراً وباطناً

8 - زيادة الإيمان: فالعلم بأسماء الله وصفاته من أعظم أسباب زيادة الإيمان ، وذلك لما يورثه في قلوب العابدين من المحبة ، والإنابة ، والإخبات ، والتقديس ، والتعظيم للباري جل وعلا

التوبة

تمهيد :

إن أعظم ما ينفع الإنسان طاعة ربه وأكبر ما يضره معصيته عز وجل بل الذنوب والخطايا ضرر على الامة بأكملها وليس على المذنب وحده بل هي خطر على البيئة كلها : برية وبحرية ، حيوانية ونباتية بل على التوازن الكوني كله كما نقرأ أو نسمع عن الزلازل وثقب الآوزون وغير ذلك . وإذا أردنا أن نرجع بهذه الأمة إلى عصر خير القرون فيجب علينا أولاً التوبة وهي توبة عامة شاملة مما نعلمه من ذنوبنا ومما لانعلمه وما أصاب هذه الأمة من البلاء إلا بذنوبها من الأفراد ومن المجتمع ككل ، فيا أيها الشاردون عن الله آن لكم آن ترجعوا ، وياأيها الغافلون عن الآخرة ، آن لكم آن تنتبهوا ويأيها الناسون للموت آن لكم أن تتذكروا ، ويأيها السكارى بحب الدنيا ، آن لكم أن تصحوا ، ويأيها الهازلون آن لكم أن تجدوا فما زالت الفرصة متاحة ، ومازال في العمر بقية .

وجوب التوبة وشروطها

إن التوبة من الذنوب فريضة دينية لازمة ، أمر بها القرآن الكريم وحثت عليها السنة النبوية ، وأجمع على وجوبها العلماء جميعاً ، وقال بعضهم "من قال أن التوبة ليست بفرض فهو كافر" ، ومن رضي بقوله كافر قال الله تعالى (( وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون)) (النور 3) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (الحجرات 11) وإذا أردنا الفلاح وأردنا محبة الله عز وجل فعلينا بالمسارعة بالتوبة قـال تعالى(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (23) سورة يوسف وقال تعالى (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (57) آل عمران وإذا كانت التوبة واجبة علينا ، فإن الإتيان بها على الفور واجب آخر فلا يجوز لنا تأخيرها ولا تسويفها فنحن الآن عاصين لله بالذنوب التي نقترفها وعاصين بتأخير التوبة .

وشروط التوبة :

1- الندم على مافات

2- الإقلاع عن المعاصي في الحال

3- العزم على عدم العودة

4- إرجاع الحقوق لأهلها

تحذيرات من موانع التوبة

للشيخ يوسف القرضاوي بتصرف

أولا : الإستهانة بالذنوب :

من أوائل هذه الموانع الإستهانة بالذنوب ، وإعتبارها أمراً هيناً لا يزعج ولا يقلق ولا يخيف ، وهذا مما لا شك فيه من أثر الجهل بمقام الله جل جلاله ، وفي الحديث الذي رواه البخاري عن إبن مسعود "المؤمن يري ذنبه كالجبل يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يري ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا وهكذا"

ثانيا : طول الأمل :

ومن موانع التوبة ومؤخراتها طول الأمل في الحياة ، بمعنى أن يعتبر الإنسان أن الحياة معه لا تزال ممتدة ، وأن الموت لايزال بعيداً وأن في العمر متسعاً لمزيد من اللهو والغفلة وإتباع الهوى والسير في ركاب الشيطان فلم يعلم هؤلاء أن الموت لايستأذن قبل مجئيه ويأتي بغتة ولا

يفرق بين صغير وكبير وأخطر ألوانه هو موت الفجأة ، الذي يهجم على المرء دون أن يستعد ولهذا أستعاذ النبي e من شره وفي عصرنا كثرت أسباب الموت المفاجئ ، مما لم يكن مثله في العصور الماضية رغم تقدم الطب والتفوق في العلاج ، ومن هنا علمنا الرسول e أن نعيش في الدنيا بروح الغرباء ، فهي دار ممر لا دار مستقر مع عدم نسيان عمارة الأرض بالعلم والحضارة والعمل على رفع شأن الإسلام ونصرة المسلمين في شتى بقاع الأرض .

ثالثاً : الإتكال على أماني العفو الإلهي :

ومن الموانع التي تؤخر التوبة الإتكال على عفو الله تعالى وسعة رحمته كما حكى الله تعالى عن اليهود أنهم ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (169) سورة الأعراف وهذا لا شك من الغرور القاتل ، فمن أين يضمن أن الله تعالى سيغفر له . إن الفرق بين المؤمن والمنافق أن المؤمن يعمل الصالحات ويقول أخشى ألا تقبل مني والمنافق يقترف السيئات ويقول أطمع أن تغفرلي . صحيح أن رحمة الله وسعت كل شيء كما أن علمه وسع كل شيء ، فجعل العذاب خاصاً ، والرحمة عامه ، ولكنه تعالى

عقب على ذلك فقال عن هذه الرحمة ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )(156) سورة الاعراف وقـال تعـالى " وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) سورة الاعراف إن الرجاء في رحمة الله يتطلب عملا يقرب المرء من هذه الرحمة مثل الإيمان والهجرة والجهاد كما قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (218) سورة البقرة ، فلم يقرر لهم الرجاء إلا بعد إجتياز هذه المراحل الصعبة . لا تنسى يأخي المسلم أن الله تعالى لم يسامح نبيه آدم في لقمة أكلها من الشجرة بعد أن نهاه عنها وهو الذي خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ، فلا مجال إذن لأولئك المسرفين على أنفسهم أن يؤجلوا التوبة قائلين : إن الله غفور رحيم فهذا جهل بمقام الله تعالى .إن الرجاء في عفو الله ومغفرته سبحانه مطلوب من كل مسلم وإن كثرت معاصيه وعظمة خطاياه ولكن لا ينبغي أن يرجو الإنسان ثمرة دون أن يغرس شجرة ويتولى سقايتها ورعايتها فإن المبالغة في الرجاء بغيرعمل يقدم أو جهد يبذل يجعله نوعاً من الأمن من مكر الله تعالى وهو باب الخسران .

رابعاً : إستحكام الذنوب واليأس من المغفرة :

ومن موانع التوبة أن يعيش الفرد بعيداً عن ساحة الله ، وأن يغوص في أوحال الذنوب صغائرها وكبائرها ، مرتكباً للمحظورات تاركاً

للمأمورات مضيعاً للحقوق فيستعظم ذنوبه ويقنط من مغفرة الله ويغلق الباب أمام نفسه ناسياً أن مغفرة الله تعالى أوسع من ذنوبه وإن كثرت .

خامساً : الجهل بحقيقة المعصية :

ومن موانع التوبة أن يكون المكلف على معصية من معاصي الله وهو لا يشعر بها ولا يعلم أنه على معصية ولعلها من أعظم المعاصي ضرراً وأشدها خطراً ومن بعض صور ذلك :

1- أن يكون المرء متجاهلاً المعاصي التي تتعلق بالأمة بأكملها مثل عدم نصرة المسلمين والدعاء لهم وكفالة أيتامهم وأراملهم .

2- أن يكون المرء معجباً بالطاعات الظاهرة التي يؤديها ببدنه من صلاة وصيام وذكر وتسبيح وتلاوة وصدقة وتعليم فتعظم رؤيته لها وإلتفاته إليها فلا ينظر إلى قرارة نفسه فربما كان غارقاً في معاصي أشد خطراً من الزنى وشرب الخمر وهو لا يدري ألا وهي معاصي القلوب التي تردي الكثيرين في مهاوي الردى وهم لايشعرون ، فربما كان حسوداً أو حقوداً أو مستكبراً أو مغروراً أو شحيحاً أو مرائياً أو محباً للدنيا أو للمال والجاه وغير ذلك من الذنوب الهائلة التي تأكل الحسنات وتلتهم الطاعات كما تلتهم النار الحطب .

3- أن يقيم المرء على بدعه من البدع المضلة التي أبطلها الله ورسوله وهو يحسب كسائر المبتدعين أنه يتقرب بها إلى الله تعالى سواء كانت بدعة عملية كالبدع في العبادات أم كانت بدعة قولية من بدع الأفكار والآراء التي أحدثتها فرق شتى فهذا الصنف محجوب عن رؤية بدعته فهو ممن قال الله تعالى فيهم (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) سورة فاطر .

سادسا : الإحتجاج بالقدر :

ومن موانع التوبة الإحتجاج الجاهل بالقدر فمن الذين سقطوا في شرك المعاصي وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور ، من إذا دعوته إلى التوبة يقول هذا قدري ، كتبه الله علي وقدره في الأزل ، فذلك لايجوز بحال لأن المكلف لا يعرف ماذا قدر له ويجب عليه أن يدفع القدر بالقدر ويتخذ الأسباب التي تدخله الجنة فيجب دفع المعصية بالتوبة النصوح وهي من القدر .

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : 0 تعليق
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
5 + 9 =
أدخل الناتج
جديد الدروس