بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكمورحمة الله وبركاته
مشكلة المسلمين عامة والإخوان خاصة , أنهم لا يقتنعوا حتى يجربوا , ولا يتوقعوا قبل أن يشاهدوا ويعايشوا , ألم تكونوا تعلموا أنكم ستصدمون بهذا التيار القوي في الأمة الإسلامية بعد إزاحة الحكام الظالمين !!! ألم تكونوا تتوقعون الفوضى !!! وربما لو توقعتم لغيرتم من خطتكم , ولو اقتنعتم لم تجربوا وقد قلت لأحد الشيوخ الأفاضل ( وهو من جماعة الإخوان ) نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله , قبل الخروج على نظام مبارك بذاك التوقع وتلك الفتنة وماذا ستفعلون لو خرجوا عليكم , فقال بالحرف الواحد " هي في فتنة أكبر من يلي إحنا فيها " ولم يرد على قضية الخروج فأقول نعم هناك فتنة أكبر ألا وهي فتنة الفوضى ومقاومة التيارات المعادية للإسلام والتي ولدت منذ القدم وكبرت وترعرعت حتى أصبحت كالأخطبوط موجودة في كل بيت ولو في عقل فرد واحد منهم فقط " فلما لم تقتنعوا ولما لم تتوقعوا " ولا نملك أن نقول الآن سوى " قدر الله وما شاء فعل " وما كنت أتمناه هو ترشيد مطالب الثورة بمعنى الإصلاح وليس البتر , حتى لا يحدث ما حدث في عدم ترشيد الصحوة الإسلامية فتطرف منها من تطرف وقد يأتي الشر بالخير ( اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين ) ولا يأتي الخير( اتباع القرآن والسنة ) بشر أبدا وما يهمنا الآن هو الحاضر والمستقبل فأنتم أيضا لا تريدون أن تقتنعوا ولا تتوقعوا إلى أن تحدث الطامة الكبرى حينها قد تقتنعوا !!! الوحدة أساس القوة والتخطيط أساس النجاح والتعاون مطلوب فيما اتفقنا عليه دون المس بثوابت الدين أو التنازل عنها أو محاولة تمييعها فهناك وحدة وهناك تعاون , فالوحدة بين البشر لا بد أن تبنى على قاعدة قوية متفق عليها ( ولا شيء أقوى من الالتفاف حول العقيدة والتوحيد خاصة , وثوابت الدين التي كان عليها الصحابة ) والتعاون ممكن مع الآخر بما لا يمس الثوابت والوقوف بقوة لهم إن حاولوا المساس بها من هو أفضل في التعاون والتفاهم والتوافق دون التنازل عن الثوابت الدينية هل هم الشيعة أو العلمانية !!! لماذا تطبقون قاعدة حسن البنا رحمه الله مع الشيعة ولا تطبقونها مع العلمانية !!! فقاعدة الشيخ البنا رحمه الله " نتعاون فيما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه " مع العلم أنه أخطأ رحمه الله في توسيع قاعدة العذر دون حدود والحدود كما ذكرت هي العقيدة وثوابت الدين , وهي التي نتوحد عليها , ونتعاون مع من خالفها في اطار المصلحة الشرعية وفق حكم الله دون تنازل عن الثوابت ودون السماح بنشرغيرها عندما يطغى الانتماء الخاص في الأمور الغير أصولية على الانتماء العام الغير أصولي , تعمى الأبصار نعم أنا سلفي ولكني لا أنكر وجود الجماعات الاسلامية الأخرى وأتعاون معهم , نعم أنا إسلامي ولكن لا أنكر وجود العلمانية وأتعاون معهم , نعم أنا مسلم ولا أنكر وجود المسيحين واتعاون معهم , نعم انا مواطن دولة مسلم ولا انكر المسلمين من غير دولتي في العالم واتعاون معهم فالتعاون مطلوب لاستمرار الحياة بطريقة سليمة والصراع يبقى بين المختلفين في القاعدة , لأنه صراع بين الحق والباطل ولأنه صراع بين طريق الله وطريق الشيطان " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " اللهم فاشهد أني قد بلغت وأغفر لي ذلتي إن ذللت أنتهى |