أرض الجزيرة العربية بعد الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته ورضي الله عن صحابته أجمعين أما بعد :- كثير منا ينظر إلى الأمور نظرة سطحية أو ما يقال عنه " لا يرى إلا ما تحت قدميه ", ولكن إن استخدمنا اسلوب الخروج من الصندوق والتفكير الشامل , سوف نتعرف على حقائق لم نكن نعلمها من قبل, وسأضرب مثلا بسيطا على ذلك , عندما تكون في الأرض وتريد أن تعرف أمر ما على مستوى المدينة , فإنك تركب طائرة هليكوبتر لتصعد إلى أعلى لترى الوضع بصورة واضحة وشاملة , ومن هذا المنظور( الصالح العام ) كان مقالي هذا " الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى "
أرض الجزيرة العربية هي أرض شرفها الله بأن تكون أرض طاهرة ووضع فيها بيته دون سائر بقع الأرض كلها وأوحى لعبده وخليله ابراهيم بالدعاء لها , ومنها خرج سيدنا محمد ابن عبد الله خليل الله وحبيبه بآخر رسالة سماوية خالدة لجميع العالمين , فوحدها عليه صلوات الله وسلامه وطهرها من الشرك ورفع راية التوحيد فيها وأقام الصلاة وبقية الأركان وجعلها بجهاده آمنة مطمئنة لحجاج بيت الله الحرام يأتون إليها من كل فج , وجعل الله فيها مسجد حبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم , ثم جعلها الله حاضنة لقبره الشريف بجوار أعظم صحابته أبو بكر وعمر رضي الله عنهما , ثم بعد موت خليله محمد صلى الله عليه وسلم , وفق المسلمين لفتح مصر أرض الكنانة الأرض التي تجلى فيها وكلم نبيه موسى عليه السلام تكليما , هذه الأرض هي أرض هاجرعليها السلام وابنها إسماعيل ومارية القبطية وابنها ابراهيم ,وقد بشرنا الرسول بفتحها وأوصانا بها , وقال عنها أنها أرض رباط , ولا أعلم رباط أعظم من الرباط لحماية أرض الجزيرة آخر وأعظم حصون الأمة الإسلامية , فكما سخر الله لنبيه محمد صاحبيه , سخر الله لهذه الأرض أرض الكنانة لتكون في رباط مساندة لها إلى قدر معلوم , لذا فإن انتشار الفوضى فيهما خاصة ودخلوهما في الفتن يعني ضياع الأمة وضياع التوحيد وضعف لقوة الرسالة المحمدية ما بعده ضعف , وضياع لجهاد رسول الله في توحيده للجزيرة ونشرالتوحيد فيها , وضياع للفتح الإسلامي الذي تم في عهد عمر لأرض الكنانة ووالله وبالله وتالله أنه لشرف عظيم لنا أن نقابل الله عز وجل ونحن محافظين على أرض الجزيرة مرابطين لحمايتها وخاصة في ظل تكالب الأعداء على الأمة وضياع وحدتها وتكاثر الخبث والهوى والإعجاب بالرأي وانتشار أمراض القلوب بين أفرادها فعاقبها الله بأشد أنواع العقاب ,وكذلك في ظل الأحداث الحالية التي تنذر بالخطر العظيم القادم على الأمة ومن ذلك المنطلق ومنظور الصالح العام للأمة الإسلامية يجب أن ندرك أن :- رجال الحصون تكمن مهمتهم الأساسية في الدفاع عنها وحمايتها من كل الشرور والفتن وأن مهمة من جاورها هي الرباط لحمايتها فما بالكم إن كان الأمر يتعلق بآخرها وأشرفها وأعظمها , وهو الآن بفضل الله قائم موحد بشموخ , رافعا راية التوحيد فوق كل الرايات , وهذا هو ما يريده كل مسلم عاقل واعي ومدرك سليم القلب من أمراضه . ولذا فإني أقول وبكل يقين أن كل من يحاول زعزعة الأمن فيه هو :- عدو الله ورسوله , وكذلك كل من يحاول زعزعة أمن أرض الرباط فهو داخل في ذلك العداءمن الله ورسوله , وكل من يجعل مصلحته الدنيوية فوق الصالح العام للأمة الذي ذكرته "وسأظل أذكره ما دامت روحي في جسدي " فهوعابد لهواه , وكل عالم يدعو ويحرض بما يمس أمنه وأمن أرض الرباط بأي حجة كانت فهو ضال مضل , مادام رافعا لراية التوحيد والعقيدة الإسلامية وناشرا لها ومقيم الصلاة محارب للكبائر وقائم لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله وقبره , ناشرا لدين الله مدافع عن المظلومين من المسلمين في كل بقعة على وجه الأرض , مدافع عن وحدته . كما إني أقول وبكل يقين أن الإصلاح بداخله وبداخل أرض الرباط مطلوب في أمور الدين والدنيا وكذا رفع الظلم مطلوب ومحاربة الكبائر مطلوبحتى يبقيه الله لنا شامخا بقدرته وقوته , وكل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وبما لا يمس زعزعة أمن هذا الحصن , ولا أمن أرض الرباط ومن باب إحقاق الحق وذكر المحاسن قبل ذكر العيوب , فقد كان حاكم مصر المخلوع مرابطا لحماية هذه الجزيرة سواء كان مخلصا لوجه الله في ذاك أو لم يكن , وسواء أدرك ذلك أو لم يدركه , ولقد سخره الله لفضح المؤامرة العربية التي كانت تحاك لأرض الجزيرة العربية في تلك الأيام السوداء , حتى يتبين لنا جميعا أن العدو الحقيقي للأمة هو منا وفينا , وقد حمى بلاده من خطر المد الشيعي سواء كان مدركا لذلك أو غير مدرك , وقد كان حاميا لبلاده من عبث العابثين ناشرا الأمن والطمأنينة فيها , وقد كان يقول من خلال مجلس شعبه أن دين الدولة فوق الدستور محذرا كل من يحاول الإشارة إلى تغييره ولم يستجدي أحدا ليبقى في الدستور , ولم نؤمرإخواني بشق القلوب لنعلم النيات فالله وحده هو عالم الغيب , ولا نحكم إلا على ظاهر الأمور , وفي نفس التوقيت لا ننكر أبدا ما كان فيه وفي حزبه من عيوب وظلم كبير لأهل مصر , وأهل غزة وإن مما يحزن القلب ومما يهدد الصالح العام للأمة أن تكون أرض الكنانة الآن على شفى جرف هار , تكاد أن تتحول من أرض للرباط إلى أرض للحروب الأهلية والانقسامات والاضطرابات , وقد تكون في يوما ما مصدر تهديد لآخر الحصون بسبب الاختراق الشيعي لها , وإن لله وإن إليه راجعون , ولا نملك إلا الدعاء لها ولشعبها حتى تبقى ذخرا للأمة الإسلامية , وأن من واجب الأمة عليها أن تقف بجوارها مساندة لها ومعاونة حتى تتجاوز هذه المحنة لتعود أحسن مما كانت عليه أرض شامخة أرض رباط وذخرا للأمة الإسلامية مطبقة لشرع الله محاربة للشرك والكبائر, آخذين في الحسبان وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم بها وقد آن الأوان لأن يستفيق الحق من غفلته قبل أن يستبدل ( أهل السنة والجماعة ومن كان قريب منهم ) , وإن لم يستفيق سيفاق على كارثة عظيمة وعواقب وخيمة لم يشهد لها التاريخ مثيل وأخيرا أقول للجميع من دون استثناء " من ظلم فإنه لا يظلم إلا نفسه " اللهم إني أعوذ بك من ذوق مرارة الظلم , وأعوذ بك من أن أكون ظالما خوفا من شديد عقابك واتقاء لشر دعوة المظلومين , اللهم أهدي ضال المسلمين وارفع الظلم عن المظلومين وأعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين , اللهم اجعل أرض الجزيرة بلاد الحرمين الشريفين وأرض الكنانة وجميع الدول الإسلامية آمنة مطمئنة وأرزق أهلهم من الثمرات وأجعلهم ناشرين لتوحيدك محكمين بكتابك محاربين للشرك وكبائر الذنوب , ناصرين للمظلومين من المسلمين وعونا لبعضهم موحدين ضد أعدائهم , اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائهم ونعوذ بك من شرورهم , اللهم اكفي الدول الإسلامية عامة وهذه الأرض وأرض الكنانة خاصة شرهم بما شئت , اللهم لا تجعلنا ندك آخر حصوننا بأيدينا بفعل ذنوبنا ,ودكه ذنب ستهتز له الأرض والسماء , فهو آخر ما بقي لنا وللأمة , ولا تستبدلنا وأهدنا ووفقنا لإتباع صراطك المستقيم , اللهم لا ترني ذاك اليوم وخذني شهيدا في سبيلك , اللهم لا تجعلني إلا داعيا لها كما دعا لها خليلك ابراهيم , ولا تجعلني إلا حاميا لوحدتها والتي وحدها خليلك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم , ولا تجعلني إلا حاميا لبيتك الحرام ومسجد حبيبك محمد وقبره صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته , وقبر صاحبيه , من عبث العابثين ونفاق المنافقين وممن غلبه هواه علىصراطك المستقيم ومن الكفر والكافرين , اللهم أقر أعيننا باسترداد المسجد الأقصى وأكرمنا بالصلاة فيه . اللهم اغفر لي ذلتي إن ذللت أنتهى |