بسم الله الرحمن الرحيم
قد أكون من تظنون ولكن من المؤكد أني من أظن
الإسلام قادم لا محالة فلنكن نحن من رجاله وجنده
إن لم نكن من صحابة محمد ابن عبد الله (المهدي) فلنكن ممن مهد له الطريق
في الوحدة القوة وفي التخطيط السليم النجاح
أفلح من فرق بين الإلهام ووحي الشيطان
الإسلام دين ودولة كما هوعقيدة وشريعة وسلوك وكما هو عقيدة وقول وعمل
بعث الله عزوجل للبشرية كتبه وبعث الرسل معهم, مما يدلل على أن الدعوة إبلاغ عن الله وحركة للتطبيق , وخير قدوة للدعاة هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مما لاشك فيه ولا ينكره أي عاقل أن الأقوال تنقضها الأفعال أو تصدقها وبها يظهر الصادق من الكاذب يقول الله عزوجل يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَاللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [سورة الصف : 2-3] , وهذا التناقض إما يكون كليا أوجزئيا فإن كان في الأصول فهو تناقض كلي وإن كان في الفروع فهو تناقض جزئي يقدح في القول ولا ينقضه كلية , لذا فإن شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله , لها شروط ولها نواقض
من إستقراء الأدلة من القرآن الكريم والسنة وأقوال السلف والخلف , يتضح أن العبادة زرع والتقوى ثمرته والرحمة جزائه , وما خلقنا الله عزوجل إلا من أجل ذلك كله عبادة وتقوى له , ثم رحمة منه لننعم بآثار أسمائه وصفاته , قال الله (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات 56 , وقال عزوجل ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) سورة البقرة 21 , وقال عزوجل ( وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) سورة الحجرات 10 , كما قال عزوجل في أول سورة في القرآن الكريم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , سورة الفاتحة
لخص الله المطلوب من المسلمين في آية واحدة , قال عنها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود : هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل ، ولشر يجتنب , قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) سورة النحل 90 ,قال ابن عطية : العدل هو كل مفروض ، من عقائد وشرائع وفي أداء الأمانات ، وترك الظلم والإنصاف ، وإعطاء الحق , والإحسان هو فعل كل مندوب إليه ; فمن الأشياء ما هو كله مندوب إليه ، ومنها ما هو فرض ، إلا أن أحد الأجزاء منه داخل في العدل ، والتكميل الزائد على الإجزاء داخل في الإحسان إنتهى كلامه , وهذه الآية قد جمعت أصول الشريعة، من حيث إنها أمرت بثلاثة أمور، لا يصلح شأن الإنسان إلا بها، وهي : العدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ، ونهت عن ثلاثة أمور ، لا يصلح شأن الدنيا إلا بها ، وهي : الفحشاء، والمنكر، والبغي , وبهذه الأوامرالثلاثة والنواهي الثلاثة تستقيم حياة الناس في الدنيا ، ويفوزون بالآخرة
من إستقراء الإدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف والخلف يتضح أن العبادة على ثلاث مستويات , على المستوى الفردي : تحقيق التوحيد وترسيخ العقيدة السلفية وأصول وثوابت الدين في النفس إعتقادا وقولا وعملا وفعل الفرائض وخشية الله وخصوصا ترك الشرك وكبائرالذنوب ولقدعدها العلماء إلى سبعين كبيرة , تربية الأسرة تربية إسلامية وصلة الأرحام وذكر الله بتدبر وخشوع ويدخل في ذكر الله تلاوة القرآن , ثم التوبة المستمرة وتصحيح النية وتطهير القلب , وعلى مستوى جماعة المسلمين : الدعوة ولو بآية من آيات الله , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة , والإحسان إليهم بالمال والجهد وحسن الخلق معهم , وتحقيق الأخوة الإسلامية ونبذ العصبية الجاهلية , وتحكيم شرع الله معهم , وعلى مستوى الأمة : الإحسان في خدمة الدولة الإسلامية , وجهاد بالمال وجهاد إظهارالدين لغير المسلمين , ونصرة المسلمين المستضعفين في الأرض وجهاد بالنفس عند طلب الإمام النفير, وأن الإستعانة على ذلك : بالصبر وقيام الليل , وأن السلاح : العلم والدعاء
ركني العبادة المحبة والتعظيم وشرطيهما الإخلاص والمتابعة
وتكون على ثلاثة أنواع قلبية وجوارح ونية وعبادة الجوارح آداة لتطهير القلب والنية وإن لم تؤدي إلى ذلك لم يزدد بها الإنسان إلا بعدا عن الله
المسلم لا ينفك من قضائين قضاء خير وقضاء شر, فأما إن كان قضاء شر فهو إما عقوبة أو إختبار, وأما إن كان قضاء خير فهو إما مكافئة أو إختبار, فعليه في قضاء الشر الرضا ثم الصبرثم المقاومة مع الإستعانة بالله على ذلك , وفي قضاء الخيرالشكر والثبات على الحق وأن لا يكون مختالا فخورا مع الإستعانة بالله على ذلك , فالله يريد منا فعل السبب ولو كان بسيطا وهو يتكفل ببقية الأمرحسب تفضله قال تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) آل عمران 25
خير قدوة للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد كان موحدا عابدا مجاهدا حسن الخلق
الخروج من الخلاف واجب في الأصول ومندوب في الفروع والله أعلم
إذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله فإن الله عزوجل يقول (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13 وقال ابن قيم الجوزية : التقوى ثلاث مراتب : (1) حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات. (2) حميتها عن المكروهات . (3) الحمية عن الفضول وعما لا يعنى , فانظر أين أنت عند الله عزوجل ؟
قراءة القرآن بتدبر وخشوع وتفكر يجلب الإيمان واليقظة , والإيمان واليقظه يبعثان على العمل الصالح وترك الذنوب فيطهر القلب وتصلح النية , كما يطهر القلب وتصلح النية بالتدرب , ثم تزكو النفس وتصبح من المتقين , والدعاء السلاح الذي يستعان به على ذلك , " اللهم آتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها " , " اللهم إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
مفتاح النصر على العدو التوحيد والصبر والتقوى مع إعداد
العدة قدر المستطاع
لابد أن تعلن الأمة الجهاد الأكبر لتحقق الجهاد الأصغر وهذا هو طريق التحرير , ومن ثم إظهار الدين وإعلاء كلمته يقول الله عز وجل (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ال عمران160 , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ستتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة إلى قصعتها , قيل : أومن قلة نحن يوم إذن يا رسول الله . قال : لا بل أنتم يوم إذن كثير لكنكم غثاء كغثاءالسيل "ويقول فاروق الأمة " إنكم لا تنتصرون على عدوكم بعددٍ ولا عدة وإنما تنتصرون بطاعتكم لله ومعصيته له، فإذ تساويتم في المعصية غلبوكم بالعدد والعدة ", ويقول ابن القيم : "وهو أن أكمل الناس هدايةً أعظمهم جهاداً، وأفرض الجهاد جهاد النفس، وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله، هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد... إلى أن قال:: ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطناً، فمن نُصِرَ عليها نُصِرَ على عدوه، ومن نصرتْ عليه نُصِرَ عليه عدوُه "
كل من حقق التوحيد وكان على أصول العقيدة السلفية وأقام الفرائض وترك الشرك وكبائر الذنوب فهو من الطائفة المنصورة
يا من خرجت من الدنيا بدون تحقيق التوحيد خبت وخسرت
لم تدخل جنة الدنيا , وأعظم قضيتين بعد توحيد العبودية والاسماء والصفات هما الخوف على الرزق والخوف من الموت فلو تجاوزناها تدبرا وتربية وتحقيقا لتجاوزنا قضايا كثيرة في الدنيا ولتجاوزنا النار في الآخرة
من الإستهانة بالله أن يعتبر من يخالف القانون الوضعي خارجا عن القانون ويعاقب وأن لا يعتبر كذلك من خالف قانون الله , فكيف تريدون النصرة وإستجابة الدعاء يا من إستهان بالله
لابد أولا وقبل كل شيء محاربة الشرك وكبائر الذنوب وخصوصا الظاهرة , وتحقيق التوحيد والفرائض ولا يقبل التدرج في ذلك بأي حال من الأحوال يقول عزوجل ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة 3 , وهذا هو جهادنا قبل أي جهاد حتى لو كان جهاد دفع
إفعل ما أمرك به الشرع بالحكمة والموعظة الحسنة ولا تجبن فلا مكان للجبناء في طريق الصراط فما سيصيبك لم يكن ليخطأك وإن جبنت
الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ليست كما يفهمها عامة الناس فهي مراحل آخرها أن لا تؤدي إلى منكر أشد من المطلوب تركه
الدعوة لا بد وأن تشمل مفاتيح التغيير في الأمة من حكام وأصحاب نفوذ وإلا سيكون تحقيق المطلوب بعيد المنال
إن التركيز على محاربة الشرك وكبائر الذنوب لايمنعنا البتة ولا يكون حجة لنا لعدم إستكمال المطلوب من الأمة من دعوة غير المسلمين وحهاد المنافقين وجهاد الإستعداد ومحاربة الفقر والجوع في الأمة والعمل على تحقيق الإكتفاء الذاتي
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * فأيننا على أقل تقديرمن قول الله "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " أم أن الله هان علينا , ولو تعرض أحدنا إلى ما يسوءه لأقام الدنيا وما أقعدها
لا إكراه في الدين يكون بتركهم على دينهم وفرض الجزية صغارا , جزاء التعرض للذات الإلهية وإظهارا للدين يقول عزوجل (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)الصف 9
من إظهارالاسلام على الدين كله , دعوة غيرالمسلمين بجهد وتخطيط موحد وخصوصا أصحاب النفوذ الذين يملكون مفاتيح التغيير
الشرك وكبائر الذنوب وخصوصا الظاهرة من أسباب هلاك الدول الإسلامية فليحذرمن لم يحاربها , قال تعالى "وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً" (الكهف:59) ولن يهلك الله دولة تحارب الشرك والكبائر يقول عزوجل"وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ" (هود:117) والمصلح من حارب والصالح من ترك , فالمانع والحائل من نزول العذاب هو الإصلاح لا مجرد الصلاح، فيجب أن يكون الإنسان صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره من خلال سلطة مخولة من الدولة فإن لم توجد فمن خلال علماء الدين (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سوره آل عمران اية 104
دعوة أهل الإعلام في هذا العصر من أساسيات التغييرفوقف النزيف مقدم على العلاج
كما أن هناك غلو وتطرف في تطبيق الدين هناك إنسلاخ عن الدين وكما حورب التطرف من قبل الحكومات الإسلامية , لا بد أن يحارب الإنسلاخ , وإلا فإن المقصود بالحرب هو الإسلام وليس التطرف
قد يظن البعض أن الإلتزام الديني هو تطبيق للأوامر الدينية فقط وهذا مفهوم قاصر لأن الإلتزام الديني هو فكر وتطبيق وأثر, فكر:- الإقتناع التام والكامل عن غاية وجود الإنسان وكيفية تحقيق هذه الغاية في الدنيا (فإن الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم , فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار) ثم تطبيق للواجبات وترك للمنهيات ثم أثر لذلك وهو تزكية للقلب والنفس, فالمسلم موحد , عابد , مجاهد , حسن الخلق
الطريق إلى الجنة زاده التوحيد والعقيدة والتقوى ومطيته الصبر والشكر ونوره العلم وسلاحه الدعاء وقطاعه الشرك وكبائر الذنوب
لم ترتد المجتمعات الإسلامية في عمومها ومجملها ولكن من المؤكد أنها فسقت , وكما نخطئ من حكم عليها بالردة , نخطئ من لم يحكم عليها بالفسق قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف 197
يا أيها الغافلون عن الله والغير ملتزمين بدين الله , إما إنكم في ريب مما نزل الله على عبده ورسوله , أو ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأولئك هم الفاسقون وإن كنتم لا تقرون بذلك فتمنوا الموت إن كنتم صادقين
من أسباب مرض الأمة الإسلامية مرض الغفلة لدى المسلمين والجهل بحقيقة الدين , والغفلة هي ضد اليقظة , واليقظة هي معرفة حقيقة الدنيا , وهي تتأتى في لحظات بفضل من الله وتكرم على العبد إن طلبها العبد من الله بصدق وإخلاص أو إن رأى الله من العبد قلبا سليما من أمراضه كالحقد والحسد والغل وكره الخير للناس وعدم الرحمة بالخلق والشجع والحرص على الدنيا حرصا يسخط الله بسببها , قال ابن القيم رحمه الله : إيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، أو منهما معاً , وأما الجهل بحقيقة الدين فهو ضد العلم الواجب على كل مسلم تعلمه وهو علم التوحيد والعقيدة وعلم الفقه في الفرائض وعلم الحلال والحرام وعلم الأخلاق
تمرض القلوب وتنتكس الفطرة لعدة أسباب من أهمها العيش للدنيا ومن أجلها وتناسي الآخرة , لذا كان بداية الإلتزام هو الفكر والذي هو الإقتناع التام بأننا ما خلقنا للدنيا بل لنعيم الآخرة والذي نتحصل عليه من الدنيا قال الله {إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} .وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم من طال عمره وحسن عمله ) فالدنيا مزرعة الآخرة
الإفلاس يوم القيامة نوعان , إفلاس أكبر صاحبه مخلد في النار , وإفلاس أصغر صاحبه يدخل النار فترة من الزمان , وصاحب الإفلاس الأكبر هو من عبد الله وهو مشرك به بجهل غير معذور فيه أو تأويل فاسد أو إتباع ضال , وصاحب الإفلاس الأصغر هو من عبد الله وساء خلقه معه ومع خلقه
ترك كبائر الذنوب من الحكم بما أنزل الله فليحذر المخالفون المعاندون المعرضون المصرون الغير نادمين أو منكسرين والغير مجاهدين لتركها من قول الله (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة 44
من أعظم علامة على قبول الأعمال الصالحة عند الله من فرائض ونوافل ترك الشرك وكبائر الذنوب وحسن الخلق , فأي خلل في الثمرة خلل في الحرث والزرع , قال إبن القيم رحمه الله من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهه عن المنكر, لم يزدد بها من الله إلا بعدا , الفوائد 217
هناك ثلاث فئات مقبولة عند الله فئة السابقون وفئة المقتصدون وفئة من خلط عملا صالحا وآخر سيئا ولكن هذه الفئة الثالثة لابد أن ينطبق فيها عدة شروط منها الإعتراف والندم وعدم الإصرار والمجاهدة للترك يقول الله تعالى (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) التوبة 102, ويقول الله (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران 135 , ويقول الله (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69
أحق الأوقاف أن تنفذ وقف من الله لرسوله لآل بيته عليهم السلام قال الله عزوجل "ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣) ...... سورة الشورى
يا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم خيران , خير القرابة وخير التقوى , فإن ذهب خير التقوى ذهب خير القرابة
قال العلماء بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين فما هو اليقين والصبر, اليقين هو تحقيق التوحيد بأنواعه الثلاثة وترسيخ العقيدة السلفية في القلوب ودفع كل شبهة تعتري القلب , والصبرهو الإلتزام الديني وخصوصا (فعل الفرائض وترك الشرك وكبائر الذنوب) ودفع كل شهوة مع الصبر على الإبتلاء
يا من خرجت من الدنيا بدون تحقيق التوحيد وترك الشرك وكبائر الذنوب , خبت وخسرت ورب الكعبة
من سنن الله أن يميز بين الخبيث والطيب بالإبتلاء والإختبار فكان لزاما من تطبيق حكم الله فيهم يقول الله عزوجل ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْأَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة 22
إستكمل الإيمان من حقق عقيدة الولاء والبراء , وبلغ التقوى من ترك ما لا بأس به خوف الوقوع فيما فيه بأس , ومن نزه سره عن كل ما يشغل عن الله فقد إتقى الله حق تقاته
حتى لا يصاب الدعاة بالإحباط في ظل ظروف هذا العصر وحتى لا يتطاول عليهم متطاول , هذا قول الله عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومن باب أولى للدعاة {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} سورة البقرة آية 119
يا أيها الدعاة الطوفان كبير والزلزال شديد والرياح عاتية فاصبروا وصابروا ورابطوا , واتحدوا في مواجهة هذه الطامة ففي الإتحاد القوة وفي التخطيط النجاح , وإلا تفعلوا هلك القوم وهلكتم معهم
قال بعض العلماء أن المسلمين يركبون قوارب نجاة ولا يركبون سفينة عابرة للقارات , فأقول إن السفينة إذا أوشكت على الغرق , فسيلجأ ركابها إلى قوارب النجاة, وعلى العلماء محاولة إصلاح العطب عاجلا ليرجع ركابها إليها
عباد الله لاخوف إلا من الله ولا رجاء إلا الله ولا حب إلا لله وفيه فلا خوف من الأعداء ولا خوف من قول الحق بالحكمة والموعظة الحسنة , والضر والنفع بيد الله لا بيد غيره , فلا خوف على رزق ولا خوف من موت , ولا موادة لمن حاد الله ورسوله , فالمؤمن كالطود الشامخ لا يغرق في الطوفان ولا يهزه زلزال ولا تبعثره الرياح ولا يذل نفسه إلا لله
القرآن الكريم خير وسيلة للدعوة فهو وسيلة الله لخلقه وهذا القرآن يهدي به الله من يشاء ويضل به من يشاء ألم تقرأوا قول الله (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ)البقرة 26
من المؤكد أن يكون عند ذكر أي أمرعظيم يكون ما قبله أو بعده أو كلاهما أمرعظيم فلا يحوم حول العظيم إلا عظيم , فمن أراد أن يعلم بالأمر العظيم في القرآن الكريم فليقرأ ماذكره الله بعد أعظم آية أو قبلها أو كليهما , وكذلك من أراد أن يعلم بأهم ما يطلبه الله من المؤمنين فليقرأ آخر آية أنزلت وما قبلها ففي الختام يلخص القائل المطلوب
من أراد أن يرى الله بقلبه في الدنيا فليتدبر وليتفكر في أسمائه وصفاته , ولقد تجلى الله لنا بها في كثير من أمور الدنيا , وجعل سبحانه أعظم نعيم في الآخرة الرؤية البصرية ليزداد المسلم تقوى لله شوقا لذلك
من أراد رؤية جزء يسير من جمال الله عزوجل فلينظر لجمال ما خلق في الكون والتي منها جمال الطبيعة وجمال صوت تلاوة القرآن
لم يجعل الله عزوجل أي نعيم في الدنيا نعيما كاملا ليفرق سبحانه بين نعيم الدنيا والآخرة وليزداد المسلم شوقا لكمال النعيم وحتى نعمة الإيمان والتقوى والولاية تنقصها رؤية الرحمن
أكثروا من قول الحمد لله رب العالمين فهي في أول سور القرآن وفي بداية كل ربع منه وهي آخر الأقوال قبل دخول الجنة بل لا تقبل صلاة لمن لم يقلها ومن باب أولى الدعاء
بداية كل فعل بسم الله الرحمن الرحيم ونهايته أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما هي بداية القرآن وختامه
فكما أن الله عرف لنا إبليس بأنه شيطان رجيم , عرف نفسه لنا بداية بأنه الله الرحمن الرحيم , وكما أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أمرها عظيم فهي حصن المؤمن من الشيطان , فإن بسم الله الرحمن الرحيم أمرها أعظم يفتتح بها كل أمر فتحصل البركة والتوفيق والسداد , وتحمي المؤمن من كل شر, بل بسببها أرسل الله الرسل قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } والإتصاف بالرحمة هي ما يقرب بين العبد وربه فتفتح له الأبواب بسببها ويهديه ربه الصراط المستقيم , فلا بد للعبد أن يتصف بالرحمن والرحيم , رحمان بجميع الخلق , رحيم بالمؤمنين خاصة , يقول عليه الصلاة والسلام : " الراحمون يرحمهم الرحمن إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" الصحيحة وقال عليه الصلاة والسلام : " من لا يرحم لا يرحم " متفق عليه , وقال عليه الصلاة والسلام : " لا تنزع الرحمة إلا من شقي" صحيح الجامع ، وكلما زاد القلب قسوة زاد البعد بينه وبين الله , قال إبن القيم رحمه الله ما ضرب العبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب , وخير قدوة لنا في الرحمة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كان يؤذيه بكاء الطفل عليه أفضل الصلاة والتسليم وجعل الله الرحمة أمر مكتسب يستطيع الإنسان أن يربي قلبه عليها ويزكيه بها , لذا كان مدار الأمر كله عند الله على القلب فالزكاة تربي القلب على الرحمة والصدقة والصيام وهكذا سائر العبادات تربي وتهذب القلب بصفات عديدة ليصلح لدخول الجنة وملاقاة الله عزوجل
كما أن القرب من الله يتفاضل بين الخلق فكذلك البعد عنه يختلف بين الخلق فكل نعامله حسب حاله مع الله , وشر الخلق المعاندون المصرون المعرضون الغير مقرون بذنوبهم والغير منكسرون بسببها وخيرهم طاهر الباطن والظاهر التقي النقي الصالح المصلح العابد الحسن الخلق , من طبق أمر الله في حقه وحق خلقه وحق أمته
أفلح المسلمون إن حققوا التوحيد واليقين وأهم ما يجب أن يحقق ترك الخوف من الموت وترك الخوف على الرزق
المؤمن مأمور بفعل السبب قدر إستطاعته على أن يعلق قلبه بمن بيده الضر والنفع وما سيحصل بعد ذلك فهو إما مكافئة أو إختبار أوعقاب أو بلاء محبة
الصلاة والزكاة وصوم رمضان والحج وقراءة القرآن والصدقة وقيام الليل , خير وسيلة لتزكية الأنفس إن أداهم المسلم بتدبر وخشوع يقول عزوجل " كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُوعَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) البقرة ويقول عزوجل " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " وعلى الدعاة التركيز على وسائل الله في الدعوة والإبلاغ , فشرح القرآن للمسلمين بتدبر وأداء الصلاة بإختيار للآيات وخشوع , وإستغلال أيام رمضان وعشر ذي الحجة والحج والجمع وإرسال البعثات للقرى والهجر , وإرسال الرسائل للملوك وأصحاب النفوذ , خير الوسائل التي تستخدم في الإبلاغ
إلى من إدعى وحدة الأديان وإلى من لم يكفر المشركين نقول له ما قاله عزوجل في كتابه "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين [آل عمران: 97]1.
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفرق ليس أمرا بالفرقة فليحذر المسلمين من زيادة الفرقة بإقحام الفروع في الأصول متجاهلين قول الله عزوجل " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تقرقوا"1
حد الردة في القرآن الكريم إذ يقول عزوجل كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87)خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (88)آل عمران , فهذا أمرمن الله لنا بطردهم من رحمتنا
إذا لم يكن في الأمر قرآن ولا سنة ولا إجماع وأردت أن تعرف الحق فهو غالبا بين النقيضين يقول الله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا
ما أجمل أن يربط الإنسان بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو إجتمعت الأمة على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله لك وقول الله "وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " وقوله عزوجل " قلنا يا ناركوني بردا وسلاما على إبراهيم"1
من أعظم ما أمر الله في غير حقه بعد بر الوالدين , الإحسان إلى الخلق ومن أعظم الإحسان للخلق الإنفاق على الفقراء منهم ونصرة المظلوم ودعوة الضال والمضل
الإنفاق من قلة , قوة في الإيمان , والبخل من غنى , قوة في تسلط الشيطان
أخاف على النساء من الكفر لكرههم ما أنزل الله من إباحة التعدد وأخاف على الرجال من الكفر لكرههم أن تتزوج نسائهم من بعدهم طلاقا أو موتا وكل منهما يفعل ما يفعل لمنع ذلك أن يتحقق
قال العلماء من لم يدخل جنة الدنيا لن يدخل جنة الآخرة وأقول من تاب ودخل نارالدنيا لن يدخل نارالآخرة إحسان ظن بالله , فالله يجمع بين الجنتين ولا يجمع بين النارين
أعظم نعيم في الدنيا أن يرى الإنسان الله بقلبه من خلال أسمائه وصفاته , وأعظم جحيم هو أن يتمنى الإنسان الموت ولا يجده
من أراد ان يحبه الله فليكثر من ذكره ومن الصدقة بجانب التقوى ومن أراد حب الرسول وشفاعته فليكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومن أراد ان تغفر ذنوبه فليكثرمن الإستغفار في الأسحار والعفو عن من ظلمه
,إعلم أن ما فات فات ومات ولن يعود , ولو عاد الزمان لكان كما كان , وإعلم أن ماهو قادم لامحالة آت , ومهما فعلت لن يكون الا ما سيكون , وما فعل الأسباب إلا أمر من الله لنا وحتى هي لن تكون إلا ما أراد أن تكون , ومناط الإختبار في رغبتنا وعزمنا على فعل الخير أو الشر ومحل الرغبة والعزم (القلب) فإن رغبنا وعزمنا على فعل الخير فسيوفقنا الله لفعل السبب أو يؤجرنا على نيتنا على فعله إن فاتنا , وإن رغبنا وعزمنا على فعل الشر فالأمر يرجع له سبحانه إما أن يمضيه أو يحول دونه , وسيعاقبنا الله على نيتنا وعزمنا على فعله , وفوق ذلك يزيد الله من أراد الخير خير تفضلا منه ومن أراد الشر شرعدلا , قال تعالى (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)22 -23 الحديد وقال مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ سورة فصلت 46 , وقال {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى .... } (17) سورة فصلت وقال {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} (17) سورة محمد وقال {.. فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (5) سورة الصف , وأما الإيمان بالله من عدمه والإيمان بدين معين , فهو أمرعقلي بحت فالله عزوجل تفضل على الخلق بالعقل والقلب السليم (الفطرة) ليستدلوا به عليه ويأمرهم بالخير, وأشهدهم بأنه ربهم وشهدوا , والعقل محله بالرأس والقلب ولو أعمل الإنسان عقله لتوصل لمعرفة الحقيقة وطريق الهداية ولهذا العقل تأثيرعلى الرغبة والعزيمة والعكس صحيح فقد يفسد الهوى العقل وينتكس وينتكس معه القلب , ويؤثر القرآن والشيطان عليهما , وفوق ذلك يتفضل الله على من يشاء من عباده بهداية خاصة للإستدلال عليه لسلامة قلوبهم ورغبتهم في معرفة الحق ولإتصاف قلوبهم بصفات معينة , وقد يضل الله من يشاء من عباده عنه عدلا , لفساد قلوبهم ولعدم رغبتهم وعزمهم في معرفة الحق الذي يعارض هواهم , وأما القرآن والنفس والشيطان فتأثيرهم على العقل والرغبة والعزم , فالقرآن هداية والشيطان والنفس ضلالة , لتكتمل عناصر الإختبار , عقل وإختيار (الرغبة والعزم والتي محلها القلب) وأوامر ونواهي وآداة هداية وآداة ضلالة وزينة الدنيا وأقدار خير مكافئة أو إختبار وأقدار شر عقوبة أو إبتلاء , وفوق ذلك من رغب في الخير وعزم عليه ووفقه الله لفعله كالصلاة والصيام إلخ , يزيد ذلك من سلامة القلب محل الرغبة والعزم مما يزداد الإنسان به في رغبة الخير والعزم عليه ويزداد قلبه طهرا وصفاء ويتصف بالصفات النورانية , لذا كان مدار الأمر كله في محل الرغبة والعزم (القلب) ومن أراد النجاة فليدرب نفسه ويربي قلبه على الصفات النورانية , والتي من أهمها الرحمة والعدل والإحسان , ولن يخيب الله قلبا رحيما عادلا محسنا وسيوفقه لفعل أوامره وإجتناب نواهيه , لأنه عزوجل هو الله الرحمن الرحيم العدل المحسن سيدخل من يشاء الجنة برحمته ويدخل من يشاء النار بعدله وينجي من النار بإحسانه , والله أعلم
من العدل أن لا يظلم الإنسان نفسه بفعل ما حرم الله وترك ما أوجبه , والظالم لنفسه من باب أولى ظالم لغيره , فالتقي عادل والفاسق ظالم
إتصف الله بجانب العدل بالإحسان لذلك هو عفو يحب العفو ويعفوعما كان في حقه , فكذلك يستحب أن يكون المسلم في حقه , فالعدل هو المساواة في المكافأة إن خيراً فخيرٌ وإن شرّاً فشرٌّ، والإحسان أن يقابل الخير بأكثر منه والشرّ بأقل منه , يقول الله عزوجل (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِين * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَـيْق مِمّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللهَ مَعَ ا لَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُحْسِنُونَ) النحل / 126 ـ 128
يتبع
|